شكل الإدماج المهني لخريجي الجامعات المغربية والعلاقة بين التعليم العالي وسوق الشغل محور ندوة نظمها معهد طنجة للدراسات المغربية، التابع للمفوضية الأمريكية، يوم أمس السبت بمشاركة مجموعة من الجامعيين والباحثين. وتروم الندوة، المنظمة بتعاون مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والسفارة الأمريكية بالرباط وجامعة عبد المالك السعدي، تسليط الضوء على المهام الجديدة للجامعات المغربية باعتبارها أرضية لإعداد الموارد البشرية، استجابة لحاجات السوق الشغل. وفي كلمة خلال افتتاح اللقاء أبرز مدير معهد طنجة للدراسات المغربية التابع للمفوضية الأمريكية، السيد ويليام زارتمان، أن هذا اللقاء يدخل في إطار ندوات أبريل، التي تنظمها المفوضية الأمريكية سنويا، بمناسبة ذكرى الزيارة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس لمدينة طنجة في التاسع من أبريل سنة 1947. وأضاف أن هذه الندوات تتطرق كل سنة إلى موضوع يهم كلا من المغرب والولايات المتحدةالأمريكية، معتبرا أن "الموضوع الذي اختير لهذه السنة يكتسي أهمية كبرى في وقت يشهد فيه المغرب دينامية تنموية، أصبحت فيها الجامعة مدعوة إلى العمل من أجل الاستجابة إلى إكراهات عالم الأعمال". بدوره، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي مصطفى بنونة على أن الجامعة المغربية توجد حاليا في مواجهة مهام جديدة مرتبطة بالحاجة إلى الأطر المؤهلة والعنصر البشري الفعال من أجل مواكبة الدينامية التي انخرط فيها المغرب. وبعد أن أشار إلى أن الجامعة قامت بدورها في التكوين الأكاديمي، الذي كان غالبا نظريا، مع هيمنة العلوم الإنسانية على شعب التكوين، شدد على أن الجامعة مدعوة حاليا إلى العمل أكثر على تطوير شعب التكوين وفق حاجات سوق الشغل، وأن تساعد الطلبة على الاندماج المهني. وأشار في هذا الصدد إلى الجهود التي تبذلها جامعة عبد المالك السعدي من أجل تنويع العرض التكويني، الذي أصبح موجها أكثر نحو المهن الجديدة، مبرزا أنه بالإضافة إلى شهادات الإجازة الأكاديمية، تمنح الجامعة 21 شهادة مهنية كما تشرف على 36 تكوينا. وأكد على أن ثلثي التكوينات المتوفرة بالجامعة ذات طبيعة مهنية وموجهة نحو الهندسة والتكنولوجيات الحديثة واللغات والأوفشورينغ (ترحيل الخدمات)، مشيرا إلى أن الجهود انصبت أيضا على نسج العلاقات بين الخريجين والفاعلين الاقتصاديين بالمنقطة. من جهتهم أبرز مجموعة من المتدخلين خلال هذه الندوة، من بينهم باحثون وفاعلون تربويون مغاربة وأجانب ومسؤولون عن الموارد البشرية ببعض الشركات، على ضرورة وضع مخطط مندمج من أجل النهوض بالتكوين وإدماج الخريجين الشباب في سوق الشغل، بهدف الاستجابة إلى الحاجات المتنامية من الأطر والكفاءات. كما شددوا على أهمية أن يطور الطلبة مهاراتهم التواصلية وخصالهم السلوكية التي ستمكنهم من اندماج أفضل في سوق العمل، وإظهار التميز في سوق الشغل، إذ أن الشركات أصبحت مهتمة أكثر بالصفات الشخصية وروح الابتكار لدى المرشحين إلى العمل.