قال إسماعيل الشقوري مدير القضايا الشاملة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأربعاء في نيامي، إن المملكة المغربية مستعدة لمشاركة تجربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف مع الدول الأفريقية. وأضاف الشقوري، الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية لأشغال مؤتمر مجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا في إطار التحالف العالمي ضد تنظيم داعش، برئاسة كل من المغرب والولايات المتحدة وإيطاليا والنيجر، إن المغرب على استعداد لمشاركة خبرته في مكافحة الإرهاب مع الدول الإفريقية، على أساس استراتيجيته الشاملة للوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحتهما، والتي تم إرساؤها وفق ا لرؤية جلالة الملك محمد السادس. وأكد أن المغرب، بصفته رئيسا مشاركا لمجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا، يظل ملتزما باستقرار وأمن القارة الأفريقية وسيواصل دعم جميع المبادرات والجهود الرامية إلى القضاء على آفة الإرهاب على التراب الأفريقي. وشدد الشقوري على أهمية هذا الاجتماع، مشيرا إلى أنه يأتي بعد الاجتماع العام الأول على الأراضي الإفريقية، الذي عقد في مايو الماضي في مراكش، والذي حددت خلاله المجموعة طريقا واضحا لتحسين الاستجابات لمواجهة داعش والمنتسبين إليها في إفريقيا. ويعكس هذا الاجتماع أيضا التزام التحالف الدولي بأمن واستقرار إفريقيا، حيث تم تحديد القارة لأول مرة كأولوية في الاجتماع الأول للمديرين السياسيين، الذي عقد في يونيو 2018، في الصخيرات بالمغرب. وقال إنه بعد عامين من إنشائها، أصبحت المجموعة مكونا أساسيا للتحالف العالمي لهزيمة داعش في إفريقيا، مشددا على الحاجة إلى تعزيز هذه الدينامية، في ضوء الاحتياجات الحالية والاتجاهات الناشئة. وفي هذا الصدد، قال المسؤول المغربي إنه من المهم للمجموعة إعطاء الأولوية لاحتياجات البلدان الأكثر تضررا من الإرهاب في المنطقة، مؤكدا أن مجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا اختارت نهجا يقوم على الاستماع، والمصاحبة وتملك حلول إفريقية لمواجهة المشكل. وأكد إسماعيل الشقوري أن المجموعات المسلحة، والمجموعات الإرهابية، وغيرها من المجموعات المسلحة، التي تخدم مصالح خفية، ليست جديدة مع الأسف بالقارة الافريقية. وأضاف أن الامر يتعلق بثلاث مكونات، لها هدف واحد منذ عشرات السنين ،يتمثل في تقويض استقرار وتنمية القارة الافريقية ،وترهيب شعوبها، مشددا على ضرورة التصدي لهذه المجموعات من اجل بلوغ النتائج المنشودة. وأشار الى ان الوضعية الحالية الموسومة بالتهديد الإرهابي بافريقيا ، تتفاقم ،وتتطلب اكثر من أي وقت مضى، أجوبة سريعة وفعالة، موضحا ان هذا التهديد يمتد حاليا من منطقة الساحل نحو بلدان الساحل الغربي. وقال ان غالبية الهجمات الإرهابية الأكثر دموية بإفريقيا من حيث عدد الضحايا، تم تسجيلها بمنطقة الساحل، مبرزا ان عدد القتلى ارتفع بنسبة 48 في المائة العام الماضي. وأعرب عن اسفه لاستمرار (داعش) في الاستفادة من سهولة اختراق الحدود بمنطقة الساحل من اجل شن هجمات ضد اهداف مدنية وعسكرية. وتؤكد الرئاسة المشتركة للمغرب لهذا اللقاء دور المملكة الريادي في مكافحة الإرهاب، باعتباره داعما للسلام والاستقرار بالقارة الإفريقية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، كما تمثل اعترافا بالجهود الرائدة للمملكة ضمن التحالف ، من أجل التفاعل الملائم ومواكبة التطورات التي يشكلها التهديد الإرهابي في إفريقيا. وجرى حفل افتتاح هذا الحدث بحضور الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالنيجر، أدو الهادجي أبو، والمبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد "داعش"، إيان ماكاري، والمبعوث الخاص لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية للتحالف ضد "داعش"، ستيفانو رافاغنان، إلى جانب ممثلي أعضاء التحالف. ويتضمن برنامج الاجتماع المنعقد على مدى يومين، العديد من الجلسات تتناول بالخصوص، أمن واستقرار الحدود، ومحاربة تمويل "داعش"، وتمدد المجموعات الإرهابية في غرب إفريقيا والساحل. وسيتوج الاجتماع ببيان ختامي يسلط الضوء على التوصيات الرئيسية لمجموعة التركيز الإفريقي. ويمثل هذا الحدث محطة مهمة في مسار الانخراط والتنسيق الدولي لمحاربة "داعش"، بهدف إيجاد أجوبة ملموسة من شأنها التصدي لتنامي مخاطر الإرهاب بالقارة الإفريقية. وتضم مجموعة "أفريكا فوكوس " التي أحدثت في 2021 ، عددا محدودا من الدول الأعضاء في التحالف الملتزمة بتعزيز مكافحة الإرهاب في إفريقيا، وتنسيق المبادرات القائمة لمكافحة تمويل إرهاب "داعش "، وتقوية القدرات، وتطوير المجتمعات المحلية. يشار إلى أنه تم تشكيل التحالف الدولي ضد "داعش" في شتنبر 2014 ، ويتألف من 85 دولة ومنظمة دولية شريكة تنتمي إلى مناطق مختلفة من العالم.