تلقيت عرضا من أحد أندية الخليج وأنتظر موقف الوداد يتألق نادر المياغري في المرمى بالوداد والمنتخب الوطني، ويجسد الثقة والأمان بنسبة كبيرة بحضوره الوازن في المباريات المحلية والدولية. وقد بلغ لمياغري درجة هامة من النضج بما يراكم من خبرات وتجارب ميدانية، ونتابع ما يقدمه «نادر» في مهمته بجدية وحماس ورغبة مما يجعله رائدا في الميدان، وبذلك يتوفر المنتخب الوطني حارس يؤمن الإستمرار في المرحلة، ويتألق نادر منذ سنة 2002 بطموح كبير. وعند عودته من افريقيا الوسطى اتصلنا به وأجرينا معه الحوار التالي: ٭ كيف كانت الرحلة الى بانغي لمنازلة منتخب افريقيا الوسطى؟ - الكل يعلم أن الرحلة كانت متعبة وشاقة، والجامعة بذلت جهدا كبيرا لإنجاح السفر والمباراة وأعدت لذلك طائرة خاصة. في يوم العيد أدينا الصلاة وتدربنا في العشية واللاعبون منضبطون وملتزمون ببرنامج التجمع، عند الوصول الى مدينة بانغي فوجئنا بوضع مزري وانعدام أبسط الأشياء في الفنادق وغيرها من المراقف. وقد عمل مسؤولون في الجامعة وكذا السفارة المغربية هناك على تنظيف الفندق وتحضيره لإيواء منتخبنا الوطني، ونقلنا معنا الأغطية والوسائد وحتى الماء الذي استهلكناه في الشرب والاستحمام وكذا المواد الغذائية، ومعها الطباخ الصديق خالد أوماحي الذي كان في مركز المعمورة بالرباط، هذا الرجل يثقن مهنته ويوفر لنا الغذاء و(الشهيوات) ويرافقنا في جميع الرحلات. ٭ ماذا حدث في ليلة المباراة؟ - فوجئنا بأمطار غزيرة مرفوقة بالرعد والبرق، مما أساء الى أرضية ملعب التباري الذي تحول الى برك، وانطلق الجدل حول إجراء المباراة في موعدها أو تأجيلها، وحتى خطوط الملعب لم يتم تسطيرها إلا قبل اللقاء بدقائق وبطريقة تقليدية. غيرنا لباسنا والتحقنا بطاقم التحكيم وفي فترة التسخين لم يتوقف المنظمون عن تسطير الملعب باستعمال المسامير والحبال، وهذا عادي لأن الفريق المحلي يفتقر للإمكانيات واللوجستيك الضروري. ٭ بالنسبة لقضية النشيد الوطني؟ - وقفنا ننتظر انطلاق المباراة وفي مرحلة برتوكول البداية تم عزف أناشيد ولم نسمع النشيد الوطني المغربي، وطلب منا منذوب اللقاء دخول رقعة التنافس فرفضنا في غياب نشيد وطننا. وطلبت من الحسين خرجة أن يحتج لدى المنظمين وقررنا أن نتغنى بنشيدنا الوطني مادام المنظمون لا يتوفرون على شريط له، ثم دخلنا المباراة. النشيد الوطني يحمسنا ويحفزنا وكان لابد أن نسجل الملاحظة وأن لا ندخل المباراة إلا عند سماع نشيدنا الوطني وكان لنا ذلك. وفي المباراة تعادلنا بسبب الظروف القاسية التي شهدتها المباراة وخاصة رداءة الطقس وسوء أرضية التباري، وننتظر اللقاء الأخير في بلادنا للحسم في أمر التأهل لنهائيات كأس افريقيا المقبلة. ٭ كيف تتوقع اللقاء الأخير في مسار التصفيات؟ - سنكون تحت ضغط قوي في بلادنا وأمام جمهورنا وهذا يساعدنا على كسب الفوز. ننتظر الجمهور بعدد كبير في الملعب الذي سيتحدد لاحتضان المباراة، ولم ننس ما قام به الجمهور في صنع النتيجة في مراكش أمام منتخب الجزائر. وقد عرفنا منتخب تانزانيا وهزمناه في ملعبه وسيحضر هذا الخصم الى المغرب لإجراء لقاء بدون طموح التأهل، وندرك جيدا أهمية هذه المحطة حيث لا خيار غير الانتصار للحسم وهذا ليس مستحيلا. ٭ وكيف هو حال نادر لمياغري في المسار؟ - كل لاعب يطمح للعيش الكريم والرائع في حضن الاحتراف الذي يعانقه الدوري الوطني لأول مرة في تاريخه. كان اللاعب يوقع مقابل منحة سنوية تتراوح بين 10 و15 مليون سنتيم، وهذا المبلغ لا يوفر ما يريح اللاعب. حاليا ومع الاحتراف ترتفع قيمة المنح السنوية الى مليون درهم مما يساعد على تأمين الحاضر والمستقبل، اللاعبون الجدد سيستفيدون من التغطية الصحية ومختلف الضمانات التي لم تتوفر لنا، وشخصيا سأستمر في الممارسة حتى الإعتزال. لن أنس ما قدمه إلى والدي السي أحمد لمياغري من دعم ومساعدات في التوجيه والرعاية لإنجاح مساري الرياضي وهو الذي أطلعني على عدة أشياء في الميدان الرياضي. أنا حاليا مرتاح في بيتي مع عائلتي، زوجتي وبنتي زينب ومروى، وحياتي عادية ومنظمة. أنحدر من وجدة، بني وكيل، (بوكيليني) ووقعت الميلاد في مكناس وترعرعت في الدارالبيضاء. ولدت في مكناس حيث كان يشتغل والدي في مركز الحليب قبل أن ينتقل الى الدارالبيضاء. تربيتي مبنية على الجدية والبساطة وطموحي مقرون بالأدوات التي أتوفر عليها، وأتمنى الفوز بلقب عصبة الأبطال وبلوغ العالمية مع فريق الوداد، فلم أكن محظوظا في المشاركة في كأس العالم مع المنتخب الوطني، وأطمح للمشاركة في كأس عالمية مع الوداد، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور الودادي اعترافا بما يقدمه إلي من دعم منذ انتقالي إليه من فريق الراك. ويبقى فريق الراك الأصل وأشكر الأب عبد الحق ماندوزا لرعايته إلي في تلك البداية. أما بالنسبة للاحتراف فقد تلقيت مؤخرا عرضا من فريق في الخيلج، وحاليا أنا في الوداد ومع المنتخب الوطني والخير فيما أراده الله.