أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بمراكش، بإيداع مدير شركة عقارية متهم باختلاس الملايير، السجن المحلي لوداية، رفقة موثق، وذلك بعد متابعتهما في حالة اعتقال من أجل "التزوير في وثائق رسمية بإثبات وقائع يعلم أنها غير صحيحة، وإثبات وقائع يعلم أنها غير صحيحة، والنصب وخيانة الأمانة". وكانت عناصر الشرطة القضائية، قد أحالت أول أمس الإثنين 13 فبراير الجاري، المدير التجاري (ا، م) بمعية الموثق (ا،ا) للإستماع إليهما بشأن التهم المنسوبة إليهما، على ضوء البحث التمهيدي الذي باشرته معهما عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حيث قرر متابعتهما في حالة اعتقال مع تحديد أولى جلسات محاكمتهما يوم 21 فبراير الجاري. ويأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التحقيق مع موثق آخر تم ايقافه على خلفية هذه القضية، وذلك بعد الإستماع لستة موثقين آخرين للإشتباه بتورطهم بمعية المتهمين الآخريْن، إلى جانب بعض المستخدمين والموظفين بالشركة العقارية التي يشتغل بها المتهم الرئيسي مديرا تجاريا. وكان مدير الشركة العقارية المتهم باختلاس الملايير بتواطئ مع الموثقة (ك.ع)، سلم نفسه يوم الأربعاء ثامن فبراير الجاري، إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، بعدما راجت معطيات عن فراره خارج أرض الوطن. وبحسب المعطيات المتوفرة في الموضوع، فإن المتهم تم إحالته بتعليمات من النيابة العامة على عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء، من أجل التحقيق معه حول المنسوب إليه. وتأتي هاته التطورات المثيرة في هذا الملف، بعد أيام من تداول معطيات تفيد أن المدير التجاري للشركة العقارية التابعة لمجموعة عقارية كبرى معروفة يتواجد مقرها بالدارالبيضاء، غادر أرض الوطن بالتزامن مع فرار الموثقة المسؤولة عن توثيق عقود البيع بين الشركة والمستفيدين من مشروعها الكائن بشارع محمد السادس والذي يضم فيلات وشقق فاخرة، وذلك بعد استحواذ الإثنين على مبالغ فاقت أربعة ملايير من ودائع و أموال المستفيدين من هذا المشروع، ويبدو أن هناك أطرافا أخرى من نفس الشركة متورطة في القضية. وكانت الموثقة المتورطة مع مدير الشركة العقارية المذكورة في هاته الفضيحة، غادرت التراب الوطني نحو الديار الكندية بعد استيلائها على مبلغ مالي من ودائع زبنائها بلغ أزيد من مليار سنتيم. كما أن فرار الموثقة (ك.ع) تأكد بعد أن تقدم دفاع المشتكية بطلب إلى وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بمراكش، من أجل إصدر قرار بإغلاق الحدود الوطنية في وجهها، حيث تبين أن الموثقة غادرت المغرب من مطار الدارالبيضاء نحو كندا في السابع والعشرين من دجنبر المنصرم. وتفيد معطيات أخرى، أن الموثقة وبعد تسجيل عملية بيع شقة فاخرة و توصلها بمبلغ البيع من طرف المشتري، عمدت إلى سحب ذلك المبلغ من الحساب المهني الخاص بودائع الموكلين، قبل أن تسلم شيكا للبائعة (ع،م) قيمته 1214000.00 درهم قصد سحبه، لتتفاجأ برجوع الشيك بدون مؤونة من حساب مهني تابع لصندوق الإيداع والتدبير، و هو ما شكل صدمة للبائعة التي تقدمت بشكاية إلى النيابة العامة المختصة. و تجدر الإشارة إلى أن عددا كبيرا من المواطنين المغاربة و الأجانب، وقعوا ضحية موثقين في عدد من المدن، حيث توالت في السنوات الأخيرة فضائح اختلاس أموال الزبناء جرّت عددا من الموثقين إلى القضاء، في وقت لاذ آخرون بالهرب نحو الخارج.