صنفت وكالة التصنيف الأمريكية "فيتش"، في تقريرها بداية الأسبوع الجاري، ثلاثة من أكبر المجموعات المصرفية المغربية في التصنيف "BB"، مما يعكس قدرة البنوك على الوفاء بالتزاماتها المالية. وتعتمد الوكالة في تصنيفها على حصة البنوك في السوق، والسياق الاقتصادي، والتعرض للمخاطر من بين عوامل أخرى. بنك التجاري وفابنك بالنسبة لمجموعة التجاري وفا بنك، أكبر مجموعة مصرفية في المغرب، يعكس التصنيف مرونة البنك و"الدعم المحتمل من السلطات المغربية"، بالإضافة إلى الحصة السوقية المهيمنة للبنك. وفقا لفيتش، يمتلك التجاري وفا بنك حاليا 25٪ من حصة السوق في القروض والودائع وهو "رائد في تمويل الشركات". وقال التقرير إن البنك يتمتع بنفس القدر "بنموذج أعمال مستقر وجودة إدارية عالية وسجل جيد من التنفيذ"، مضيفا أن الشبكة المحلية الواسعة للبنك المغربي وحضوره الكبير في إفريقيا يدعمان تنويع نموذج أعماله ويعززان مرونته. وفي إشارة إلى ملف مخاطر البنك، تؤكد وكالة فيتش أن المخاطر المرتبطة بوجود التجاري وفا بنك في أفريقيا جنوب الصحراء يتم دعمها من خلال إطار عمل البنك القوي لإدارة المخاطر والخبرة الواسعة في الأسواق. كما أشارت فيتش إلى أن البنك يستفيد من السيولة "القوية"، حيث تشكل ودائع العملاء 82٪ من إجمالي التمويل غير المتعلق بحقوق الملكية. بنك إفريقيا (BoA) كثالث أكبر مجموعة مصرفية في المغرب، يستمد بنك إفريقيا (BoA) مرونته من إمكانية الوصول المحتمل إلى دعم الدولة من بين معايير أخرى. مثل التجاري وفا بنك، تتمتع BoA بحضور قوي في جميع أنحاء غرب إفريقيا، مما يعكس نموذجا تجاريا متنوعا. ووفقا لوكالة فيتش، فإن وجود BoA في بعض الأسواق الأفريقية يزيد من تعرضها لتقلبات السوق. شكلت العمليات الخارجية للبنك في 32 دولة 51٪ من صافي دخل البنك في النصف الأول من عام 2022. يعكس تصنيف BoA تصنيف نظرائه على المستوى الوطني، لكنه يظل أقل من المجموعات المصرفية الفرنسية الكبيرة العاملة في المغرب لأنها تتمتع بدعم المساهمين الأجانب. بالإضافة إلى تواجدها الواسع في إفريقيا، تمتلك BoA حصة كبيرة في السوق في المغرب بنسبة 13٪، لكنها أقل من حصة التجاري وفا بنك والبنك المركزي الشعبي. القرض السياحي والعقاري "CIH" حاليا، ثامن أكبر بنك في المغرب، تنبع مرونة CIH في السوق من مكانته كمقرض عقاري رئيسي مع التركيز على الإقراض العقاري. تقدر وكالة فيتش أن البنك لديه "ربحية مقبولة". يتمتع البنك أيضا بالدعم المحتمل من الدولة حيث يعتبر لاعبا رئيسيا في القطاع المصرفي في البلاد، مما يعني أن فرصه في التخلف عن السداد ضئيلة. ويوضح فيتش أن تصنيف CIH، مثله مثل BoA وAttijariwafa Bank، مشابه لتصنيف البنوك المغربية الأخرى، ولكنه أقل من تصنيف البنوك الفرنسية التي تستفيد من دعم "المساهمين الأجانب ذوي التصنيف العالي". كان البنك يمر بمرحلة انتقالية في نموذج أعماله في السنوات الأخيرة، في محاولة لتنويع عملياته بعيدا عن القروض العقارية. أثبت انتقال CIH نجاحه حتى الآن حيث تمكن البنك من زيادة حصته من القروض غير العقارية إلى 48٪ من القروض في نهاية النصف الأول من عام 2022، ارتفاعا من 31٪ في عام 2016.