لطيفة العابدة: الحصيلة المرحلية للبرنامج الاستعجالي إيجابية ومشجعة جدا وصفت لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، نتائج البرنامج الاستعجالي، الذي يدخل شوطه الأخير (2012-2009) ب «الإيجابية جدا» و»المشجعة». وأوضحت الوزيرة التي كانت تتحدث في ندوة صحفية أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن الحصيلة المرحلية للبرنامج الاستعجالي برسم سنوات 2009-2011، كانت إيجابية ومشجعة جدا، سواء بالنسبة لتحسين مؤشرات التمدرس، أو بالنسبة لتراجع نسبة الهدر المدرسي، وكذلك بالنسبة للأشواط التي تم قطعها بخصوص النموذج البيداغوجي. وأفادت لطيفة العابدة، أن الوزارة ستواصل، خلال الموسم الحالي، الاشتغال على ثلاثة محاور أساسية والمتمثلة في مواصلة تطوير النموذج البيداغوجي، ومواصلة تثمين الموارد البشرية، وترسيخ ثقافة المسؤولية، وذلك بهدف كسب رهان تعميم التعليم على مستوى التعليم الإلزامي والاستثمار في جودة التعليم. ويشكل الموسم الدراسي الجديد، الذي يصادف السنة الأخيرة من تطبيق مقتضيات البرنامج الاستعجالي (2012-2009) من أجل مواكبة إصلاح منظومة التربية وتحسين جودة التكوين والحياة المدرسية في مؤسسات التعليم، مناسبة للوقوف على حصيلة منجزات هذا البرنامج الاستعجالي على الصعيد الوطني. وفي هذا السياق، أفاد عبد الحق الحياني مدير الاستراتيجية والتخطيط، أن الشوط الأخير من البرنامج الاستعجالي (2012-2011) سيتميز بتسريع وتيرة الإنجاز والاستعداد لمتطلبات وسياسة ما بعد البرنامج الاستعجالي، مشيرا إلى أن الحصيلة المرحلية لهذا البرنامج، مكنت من تحقيق تقدم ملموس في التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم من 6 سنوات إلى 15 سنة، وتوسيع قاعدة التعليم الثانوي التأهيلي والأقسام التحضيرية للمدارس العليا والتعليم التقني، بالإضافة إلى النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في مجال تكافؤ الفرص. وأوضح عبد الحق الحياني، أن مؤشر تمدرس الفئات العمرية من 6 إلى 11 سنة عرف تطورا ملحوظا خلال هذه المرحلة، حيث تم ربح 6.1 نقطة على هذا المستوى، بتسجيل نسبة 97.50% من تمدرس هذه الفئة برسم الموسم الدراسي 2010 - 2011، كما تطورت نسبة التمدرس وسط الفئات العمرية 14-12 سنة بنسبة 79.10% خلال الموسم الدراسي الماضي، مما مكن من ربح 7.8 نقطة. وبخصوص الحد من نسبة الهدر المرسي، فقد تم تسجيل انخفاض ملحوظ على مستوى الأسلاك التعليمية الإلزامية، خاصة في المناطق القروية المستفيدة من برنامج «تيسير». ففيما يخص توسيع العرض التربوي تنبغي الإشارة إلى إحداث 499 مؤسسة جديدة، وتوسيع مؤسسات أخرى بإحداث 4820 حجرة دراسية وتشييد 142 داخلية. وبخصوص إدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية من خلال برنامج «جيني» الذي مكن من ربط وتجهيز 3002 مؤسسة بشبكة الانترنت منها 1151 مدرسة ابتدائية و141 مركزا للتكوين، وتجهيز ما يفوق 7000 مدرسة ابتدائية بالحقائب متعددة الوسائط، وإحداث مختبر وطني للموارد الرقمية واقتناء أزيد من 136 ألف ترخيص لاستعمال الموارد الرقمية، وتكوين 144 ألف مستفيد في مجال تكنولوجيات والاتصال والإعلام، بالإضافة إلى إنشاء المركز المغربي الكوري للتكوين في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال التربوي. وبالنسبة لدعم الأسر المعوزة لمواجهة متطلبات الدخول المدرسي، وإعطاء دفعة قوية لتعميم وإلزامية التعليم الأساسي ضمانا لتكافؤ الفرص ومحاربة الهدر المدرسي، ذكر الحياني أن 4 ملايين و102 ألف و377 تلميذ وتلميذة سيستفيدون من المبادرة الملكية «مليون محفظة» بمبلغ إجمالي يصل إلى 323 مليون درهم، كما يستفيد 394 ألف أسرة و670 ألف تلميذ من الدعم المالي المباشر، ضمن «برنامج تيسير»، بمبلغ إجمالي يصل 578 مليون درهم، فيما يستفيد 680 ألف تلميذ من الزي المدرسي الموحد بمبلغ 102 مليون درهم. وتهدف استراتيجية الدعم الاجتماعي، حسب عبد الحق الحياني، إلى تحسين النقل المدرسي الذي خصص له غلاف مالي قدره 65 مليون درهم، وكذا تطوير وتحسين الإطعام المدرسي والداخليات (800 مليون درهم). وبخصوص الموسم الدراسي الجديد، 2012/2011، فقد بلغ العدد الإجمالي للمسجلين بمختلف مؤسسات التعليم المدرسي (العمومية والخصوصية) بالمغرب ستة ملايين و593 ألف و194 تلميذا وتلميذة. وحسب المعطيات الخاصة بالدخول التربوي على الصعيد الوطني والتي ساقها، مدير الإستراتيجية والتخطيط ، فقد سجل عدد المتمدرسين المسجلين خلال هذا الموسم في التعليم الابتدائي والثانوي الاعدادي والثانوي التأهيلي ارتفاعا ب 213 ألف و506 تلميذا وتلميذة مقارنة مع الموسم الدراسي الماضي. ويتوزع عدد المتمدرسين بحسب المستويات التعليمية، ما بين أربعة ملايين و91 ألفا و632 مسجلا بالتعليم الابتدائي (من بينهم مليونان و12 ألف و615 متمدرس بالوسط القروي)، ومليون و541 ألفا و403 بالتعليم الثانوي الإعدادي (من بينهم 426 ألف و74 تلميذ بالعالم القروي)، و960 ألفا و159 ممدرسا بالتعليم الثانوي التأهيلي (من بينهم 105 ألف و164 متمدرس بالوسط القروي). ومن جهة أخرى بلغ عدد المسجلين الجدد بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي 684 ألف و478، وهو ما يمثل ارتفاعا ب 48 ألف تلميذ مقارنة مع الموسم الماضي. ولمواجهة هذا الارتفاع وضمان توسع أفضل للعرض البيداغوجي، تم إحداث 290 مؤسسة جديدة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمؤسسات التعليمية إلى 9995 مؤسسة، من بينها 7349 مؤسسة ابتدائية و1706 مؤسسة ثانوية اعدادية و940 مؤسسة ثانوية تأهيلية. ويتميز الموسم الدراسي الجديد بارتفاع عدد المؤسسات الداخلية إلى 594 مؤسسة (112 داخلية جديدة) وإحداث 4466 حجرة دراسية جديدة ليرتفع بذلك عدد الحجرات الدراسية إلى 141 ألف و326 حجرة. وسيسهر على ضمان التكوين والتأطير البيداغوجيين للتلاميذ المسجلين، طاقم تربوي يضم 233 ألفا و180 إطارا يتوزعون ما بين التعليم الابتدائي (130 ألف و321 مؤطرا) والتعليم الثانوي الإعدادي (58 ألفا و383 مؤطرا) والتعليم الثانوي التأهيلي (44 ألفا و476 إطارا). وفي إطار الجهود الهادفة إلى مواجهة الإكراهات السوسيو- اقتصادية ودعم مبدإ تكافؤ الفرص تم اتخاذ إجراءات أخرى لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ بصفة عامة والمحتاجين منهم بصفة خاصة، ولاسيما استراتيجية الدعم الاجتماعي للأطفال المتمدرسين وعائلاتهم، والتي خصص لها هذه السنة غلاف مالي يبلغ مليارا و868 مليون درهم.