اقترحت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان إحداث لجنة مغربية إسبانية مشتركة لكشف الحقيقة حول مصير المقاوم المغربي سيدي محمد بصير، المفقود بعد انتفاضة 17 يونيو 1970 بالعيون، إبان فترة الاحتلال الإسباني، والذي انخرط في صفوف المقاومة الوطنية للنضال من أجل الاستقلال والوحدة والديموقراطية والحرية. وقالت أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، على هامش مشاركتها في الندوة العلمية الدولية المخلدة للذكرى الأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير يوم الجمعة الماضي بأزيلال، تحت عنوان «الطريقة الشاذلية الدرقاوية البصيرية وقيم الوحدة»، (قالت) «إن الهدف الرئيسي من إنشاء اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية هو بناء ذاكرة مشتركة مغربية إسبانية في مجال انتهاكات حقوق الإنسان خلال مرحلة الاستعمار سواء في جنوب المغرب أو في شماله والكشف عن الحقيقة فقط دون نية محاسبة الماضي. وأوضحت أمينة بوعياش أن مشاركة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في هذه الندوة العلمية الدولية تأتي لاعتبار أن حالة سيدي محمد بصير، التي تعتبر حالة اختطاف، تنطبق عليها كل المعايير المتعلقة بانشغالات المنظمة في الكشف عن الحقيقة وجبر الضرر والإنصاف. وقد تميزت الندوة، المنظمة تحت الرعاية الملكية، بإلقاء مداخلات لعدد من العلماء والشخصيات التي تمثل السودان وسورية وموريتانيا والجزائر وجنوب أفريقيا ولبنان والسينغال وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا، بالإضافة إلى علماء من المغرب، وممثلين لهيئات حقوقية وطنية، كالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية . كما تم خلال الندوة المنظمة من طرف الطريقة الشاذلية الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية، بتعاون مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، عرض شريط وثائقي تحت عنوان « تندوف : قصة مكلومين» يتضمن شهادات حية لمواطنين مغاربة كانوا ضمن الأسرى المعتقلين بجحيم تندوف، وربورتاجا يحمل عنوان «المنجزات المغربية بالصحراء في خدمة الجوانب الحقوقية» تم إنجازه من قبل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، كما تم بالمناسبة تنظيم أمسية دينية صوفية بمقر الزاوية احتفاء بالفقيد سيدي محمد بصير. وتجدر الإشارة إلى أن سيدي محمد بصير، المزداد سنة 1942، بمقر الزاوية التي أسسها والده الشيخ إبراهيم البصير بجماعة بني عياط، كان ضمن طليعة الرواد الذين انخرطوا في صفوف المقاومة الوطنية من أجل مقاومة الاستعمار الإسباني وتعميق روح الوحدة والتشبع بقيم المواطنة الحقيقية.