واقع مرير يعيشه سكان «حومة بوشتى» وانتشار كبير للجريمة وتجارة المخدرات تعتبر حومة بوشتى الواقعة ببادشر بن ديبان بمدينة طنجة من أكبر الأحياء الشعبية تضررا، فالهشاشة الاجتماعية وانعدام الخدمات الاجتماعية والبنى التحتية وغياب واضح لرجال الأمن، أضحت المشهد الرئيس المسيطر على المنطقة. فاستفحال ظاهرة بيع الخمور المهربة والمخدرات بكل أشكالها والغبرة (الكوكايين) وانتشار عمليات السطو على المواطنين تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، بالإضافة إلى انتشار أشكال من الانحرافات... عوامل كلها ساهمت في تنامي الجريمة وتفشيها. هذا وتخلف المظاهر الإجرامية والممارسات السلبية، السالفة الذكر، قلقا واستياء عميقين لدى سكان هذا الحي الشعبي الذي لا تحكمه هندسة معمارية مميزة إلى جانب بعض الأحياء الأخرى، كبئر الشيفا والسانية والشوك وبن صالح وموح باكو... الذين بات الخوف جزء من معاناتهم اليومية على ذواتهم وأبنائهم، وبخاصة الضحايا من الفتيات والنساء اللواتي يتعرضن للسطو على ممتلكاتهن من هواتف نقالة وحلي وألبسة ومبالغ مالية... ورغم الشكاوي المتعددة والمتكررة لأمن المدينة إلا أن الحالة تزداد تفاقما وتنداح دوائرها كما تنداح بلجة ماء تلقي فيه بالحجر، إلا أن سلم المواطن المحلي أمره لله وكأنه صدق ما يقوله هؤلاء العصابات التي تنشر الرعب في الساكنة. «الله يشد في المخزن اللي كفهمنا وكنفهموه»، عبارة يكررها الكثير من المجرمين وخصوصا أنهم أشخاصا معروفون لدى الدوائر الأمنية الموكول لها دور نشر الأمن والسكينة في إطار مكافحة الجريمة.مما يحيلنا على التساؤل: هل سنصدق ما يقوله تجار السموم وقاتلي الأمن والسلامة بين المواطنين بهذه الحومة وباقي الأحياء الهامشية «الله يشد لنا في المخزن» التي من المفروض أن يقولها المواطن المحلي عوضا عن الخارجين عن القانون. وهو أمر فعلا يبعث على الحيرة والتساؤل؟؟؟ فمن يحمي هؤلاء المجرمين الذين يتخذون من هذه القنوات لصرف المياه أوكارا لهم ومخبأ لهم وهو الوادي الذي يفصل الحي إلى شطرين؟ من يوفر لهم أجواء الحماية ويسهل لهم «أبواب الرزق» عن طريق الجريمة؟ أسئلة تحير الرأي المحلي وتساءل الدوائر الأمنية العليا للإجابة عن الأسباب الحقيقية التي تجعل ظاهرة الجريمة والزيغ عن القانون أصبح نظاما واقعيا بحومة بوشتى ادشر بن ديبان وباقي الأحياء الهامشية التي لم ترق بعد للمستوى البسيط من حياة الكرامة. وإذا كانت نسبة الجريمة بالهوامش ومناطق السكن غير اللائق بطنجة يرجع بالأساس إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وبيئية، التي غالبا ما تنتج أفرادا يشكلون خطورة حقيقية على الأمن الاجتماعي للمحيط الذي يعيشون بداخله، يطالب سكان المنطقة بضرورة توفير مناخ أمني ومخطط استراتيجي يهدف إلى تأهيل مثل هته المناطق السوداء أمنيا، التي هي أحوج إلى استتباب الأمن وضمان الاستقرار. ويشار إلى أن عدد سكانها يتجاوز 60 ألف نسمة، ويتشكل من الفئات الشعبية الأكثر تضررا اجتماعيا والفئات الوسطى التي تقبل الحياة به على مضض.