تتواصل رحلة المنتخب المغربي بنهائيات كأس العالم قطر 2022، بنفس الرغبة القوية، وبنفس الطموح العالي، ونفس الأماني التي تتقاطع مع أمنية، الملايين من المتتبعين، عبر العالمين العربي والإفريقي، وكل الشعوب الرافضة لاستمرار النظرة الدونية الممارسة مع سبق الإصرار والترصد، من طرف من يسمون أنفسهم ب "الكبار". تواجه كتيبة "أسود الأطلس" مساء اليوم الأربعاء انطلاقا من الساعة الثامنة بالتوقيت المغربي، منتخب فرنسا حامل لقب نسخة 2018. مسار استثنائي بكل المقاييس؛ لم يكن أبدا في الحسبان، جعل الأوساط المؤثرة بقرارات أعلى جهاز يتحكم في شؤون كرة القدم، تراجع حساباتها، ومنطلقات قناعاتها، ارهنت منذ عقود مستقبل كرة القدم العالمية. فجاء تألق "أسود الأطلس" ليغير هذه النظرة غير المنصفة، وذلك بتقديم عروض باهرة، بالخمس المباريات التي خاضوها حتى الآن، ثلاثة بالدور الأول؛ وواحدة بدور سدس عشر النهاية ضد إسبانيا، وأخرى بمرحلة الربع أمام البرتغال. بأفضل خط دفاع، بهدف واحد سجل بنيران صديقة، إثر خطأ غير متعمد من طرف المدافع نايف أكرد ضد كندا، كما يقدم المنتخب المغربي كواحد من أفضل خطوط الهجوم بالمونديال، بأربعة أهداف، سجل منها يوسف النصيري هدفين حاسمين، قلب هجوم الذي تمكن أخيرا من استعادة فعاليته، وحاسة التهديف في الوقت المناسب. وفي مواجهة فرنسا، الأمور تختلف كليا عن باقي المواجهات السابقة، خصم بكل مقومات التتويج، والحفاظ على اللقب العالمي، والمسار الموقع طيلة هذه المراحل، يؤكد هذه الحقيقة الواضحة للعيان، معتمدا على تماسك مجموعته، وعمق في اللعب، واستقرار على مستوى التشكيلة الأساسية، وتركيبة الطاقم التقني. وتبين من خلال المباريات التي لعبها، أن إمكانيات التجاوز ممكنة بدرجة كبيرة، وكانت المباراة ضد انجلترا مقياسا لهذه المعطى، إذ وجد أصدقاء كيليان مبابي صعوبة كبيرة في فرض إيقاعهم، وكان من الممكن أن تتغير معطيات المواجهة، لو تمكن هاري كاين من تسجيل ضربة جزاء في وقت حاسم، الفرصة التي كان من الممكن أن تعيد الإنجليز في المقابلة، الشيء الذي خدم بالفعل، مصالح "الديكة"، لتنتهي الموقعة بتأهل "الفرنسيس" لمرحلة النصف. المدرب وليد الركراكي يعرف جيدا، مفاتيح اللعب بالمنتخب الفرنسي، انطلاقا من وسط الميدان بواسطة أوريلين تشواميني، وهو المفتاح الأول بالنسبة للعمليات الهجومية، كما أن المهاجم أنطوان غريزمان يعد عنصر الارتكاز فيما يخص الرسم التكتيكي، للمدرب ديديه ديشان، ومواجهة هذا العنصر بالذات، كاف لإبطال هذه الفعالية، وهذه الخاصة المؤثرة في الأداء الفرنسي. نصل إلى لاعب الوسط أدريان رابيو، فهو يقوم بدور أساسي، ليس دفاعيا فقط، بل أيضا على مستوى إمداد الجناحين السريعين عثمان ديمبيلي ومبابي بالكرات السانحة للتسجيل، هذا الأخير سيشكل كالعادة، نقطة تركيز بفضل انطلاقاته الخيالية، والحل الوحيد أمام الركراكي هو عزله، وقطع الإمدادات عنه، دون تخصيص مراقبة لصيقة، تهدر مجهود لاعب، وتحرمه بالتالي من القيام بواجبات أخرى؛ خاصة على مستوى المنظومة الدفاعية. كل الأمل أن يظهر المنتخب المغربي بكامل صفوفه، وتعافي كل اللاعبين المصابين؛ وتجاوز تأثير العياء، بسبب ضغط المباريات، وقوة مواجهات تطلبت نفسا طويلا، كما هو الحال بمباراتي الثمن والربع، ولعب أشواطا إضافية مكلفة من الناحية البدنية. الأخبار القادمة من مقر إقامة المنتخب المغربي، تؤكد أن كل العناصر الجاهزة بمن فيهم أكرد وسفيان أمرابط وحكيم زياش، إلا أن الشكوك لازالت تحوم حول مشاركة قلب الدفاع والعميد غانم سايس، فحسب آخر التقارير، فإنه يشعر دائما بالألم، ويبدل الطاقم الطبي مجهودا كبيرا من أجل إتمام تعافيه، والتمكن من الظهور ضمن التشكيل الأساسي، خلال مقابلة مساء اليوم بملعب "البيت" الذي خاض فوق أرضيته أول مباراة عن المجموعة السادسة، وكانت ضد كرواتيا وانتهت بالتعادل الأبيض. حظا سعيدا نتمناه في هذه المواجهة الصعبة والمصيرية؛ ليستمر الحلم، ويستمر الطموح، وتستمر الرغبة القوية في استعاد الجماهير بكل الربوع والآفاق…. مبعوث بيان اليوم إلى الدوحة: محمد الروحلي