الهاجس الأمني سيد الموقف منذ يوم الجمعة 26 غشت الماضي، والتوتر والغليان يهز منطقة إغرم أوسار بمناجم عوامب إقليمخنيفرة، وذلك على خلفية الأحداث الخطيرة التي تعرض على إثرها عدد من النساء والشباب والمسنين من قرية سيدي أحمد واحمد للضرب والتنكيل والمطاردة، واعتقال أشخاص آخرين أحيلوا على استئنافية مكناس بتهم جنحية وجنائية. وكانت القوات العمومية قد شنت هجوما على مجموعة من الأشخاص كانوا ينظمون اعتصاما للمطالبة بتشغيل أبناء المنطقة في المناجم، وترسيم العمال منهم، وتفعيل برنامج القرى المنجمية النموذجية مع توفير الماء الصالح للشرب للإنسان والماشية. وقد عرفت الأحداث اشتباكات عنيفة بين المحتجين والقوات العمومية بعد إقدام المحتجين على قطع الطريق المؤدية للمنجم، وأدت هذه الاشتباكات إلى عدة إصابات في صفوف الطرفين. هذا، وقد نظم أهالي المنطقة وأسر المعتقلين وبعض عمال مناجم عوام مسيرة حاشدة بمريرت جابت شوارع المدينة بمؤازرة فعاليات مدنية وسياسية وحقوقية ونقابية من مريرت وخنيفرة، كما تم تنظيم مسيرة أخرى من مريرت إلى المنطقة المحاصرة قصد الدعم والمؤازرة والمطالبة برفع الحصار والإفراج عن المعتقلين، وفي تصعيد آخر دخل حشد من سكان قبيلة سيدي احمد واحمد، خلال ليلة القدر، في اعتصام مفتوح من أجل إثارة انتباه الرأي العام لقساوة الوضع. وذكر المحتجون، حسب ما أوردته تقارير بعض الجمعيات الحقوقية، بأنهم كاتبوا مختلف الجهات المسؤولة وأجروا لقاءات مع بعض المسؤولين في هذا الشأن لكن دون جدوى، بينهم رئيس الدائرة الذي سبق أن وعدهم برفع ملفهم المطلبي إلى مكتب عامل إقليمخنيفرة. ويتضمن الملف المطلبي لأهالي المنطقة الموضوع مند مدة على طاولة إدارة الشركة المنجمية والسلطة المحلية والأمنية، إيفاد لجنة للتحقيق في وضعية المنطقة وأحوال الساكنة، وفي مشكل المياه الملوثة بالإفرازات المنجمية، ثم في موضوع الكهرباء والمطالبة بتمديده ليشمل باقي الدواوير والمساكن التي لم تستفد من برنامج كهربة العالم القروي، إضافة إلى المطالبة بفتح وإصلاح المسالك القروية والعمل على توفير وسائل النقل المدرسي، والتفكير في مبادرات مسؤولة تعمل على خلق امتيازات ومشاريع تنموية لأبناء المنطقة الذين يعانون من البطالة وأراضيهم مكتنزة بمواردها المعدنية. ومعلوم أن مآسي الساكنة المحيطة بمناجم عوام تكبر مع العطش والتلوث وجفاف الآبار والعيون، والأضرار الصحية والبيئية، بسبب أعمال حفر الأنفاق المنجمية، والمواد المتفجرة التي تستعمل في حفر هذه الأنفاق، علاوة على المواد الكيماوية التي يتم بها غسل المعادن، وتأثير ذلك على الغطاء النباتي والمساحات الزراعية والدواب والمواشي التي تعتبر من المصادر الأساسية والاقتصادية لحياة السكان.