يعتبر برنامج المدارس الإيكولوجية، الذي تواصل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تنزيله وتوسيعه بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أحد الآليات الهادفة إلى ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة في صفوف الناشئة. ويعمل البرنامج، الذي أنشأته المؤسسة الدولية للتربية على البيئة، والذي اعتمد بالمغرب من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بشراكة مع الوزارة، على تلقين التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 و12 سنة، السلوكيات الجيدة من أجل الحفاظ على البيئة عبر بيداغوجية العمل الملموس. ويقوم البرنامج بالاشتغال على سبعة محاور في مقدمتها محور الماء، من خلال تنمية مهارات التلاميذ في الحفاظ عليه وطرق ترشيد استعمالاته في جميع الأنشطة، وحث التلاميذ بالاعدادي والثانوي على المشاركة في جائزة الصحفيين الشباب من أجل البيئة الهادفة لتشجيع المبادرات المدرسية لحماية البيئة وضمان استدامة مواردها وعلى رأسها الماء. وفي هذا السياق، أكد مبارك مزين، المنسق الوطني للتربية البيئية والتنمية المستدامة بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على مساهمة المدارس الإيكولوجية في تحقيق التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية، من خلال وضع جميع أنشطة البرنامج كأولوية جوهرية لمواكبة سيرورة التحول التي يعرفها المجتمع، والتي تتماشى والأجندة العالمية 2030. وتابع مزين، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن البرنامج يساهم أيضا في تحسيس التلاميذ بالرهانات البيئية، والبدأ بالمحاور ذات الأولوية التي يطرحها وسط معيشهم المباشر، وتمكينهم من إدراك الأثر الذي يخلفه سلوكهم، والعمل على تغيير أفكار التلاميذ عبر المبادرة والتقويم الملموس والدائم لسلوكهم تجاه البيئة. ولفت إلى أهمية وضع التربية على التنمية المستدامة في صلب كل مادة دراسية، بالإضافة إلى العمل على تطوير مشاريع بيئية مشتركة، وذلك من أجل الحصول على وعي فعلي وعلى تغيير في السلوك لدى التلاميذ، بإشراك المدرسين والمدراء وجمعيات أولياء التلاميذ والأسر والجماعة. وشدد على أن الإجراءات التي تتخذها المدارس الإيكولوجية لإنجاح أهداف التنمية المستدامة، تنصب على العمل من أجل تقليص استهلاك الماء، عبر مجموعة من التمارين التطبيقية والعملية. وبخصوص بلورة الأدوات البيداغوجية للمدارس الايكولوجية، تابع المتحدث ذاته، على كون البرنامج يرتكز على مجموعة من الأدوات التحسيسية والتواصلية لتحفيز الشباب تجاه البيئة والتنمية المستدامة، لافتا إلى أن مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، التابع لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يقوم بمشاركة العديد من المتدخلين التربويين والخبراء والمتخصصين وإشراك التلاميذ أيضا، في تطوير مواد مسلية ومجد دة، كالقصص المصورة وتقديم مضامين بيئية عبر وسائط مسلية محددة وفق الهدف المنشود. كما تطرق لدور المدرسة الايكولوجية التوعوي في تحسيس التلاميذ بالقضايا البيئية من خلال استثمار العديد من المناسبات الوطنية والدولية، منها اليوم العالمي للماء الذي يصادف 22 مارس من كل سنة، والذي يشكل مناسبة لبرمجة مجموعة من الأنشطة والفقرات التحسيسية والتواصلية والمسابقات الفنية في الرسم والتشكيل والمسرح، التي تهدف لإيصال الرسائل التربوية للناشئة وحثهم على المحافظة على الماء والترشيد في استعماله، وتنبيههم للأخطار التي تهدد هذه المادة الحيوية. وخلص مزين إلى أن منهجية تفعيل البرنامج سعيا للتوسيم باللواء الأخضر ترتكز على 7 مراحل مترابطة، تمكن التلاميذ من استيعاب إدارة المشاريع، والعمل ضمن المجموعة، وجعلهم مسؤولين بيئيا وفاعلين على مستوى التنمية المستدامة، مبرزا أن هذه المنهجية تتبلور بشكل خاص من خلال تكوين لجنة تتبع وإنجاز تشخيص بيئي للمدرسة وتحديد خطة عمل، ومراقبة وتقييم العمليات الم باش رة، وإقامة روابط بالبرنامج الدراسي وأهداف التنمية المستدامة، وإشراك شركاء المدرسة والمجتمع، بالإضافة لتصميم وإنجاز الرمز الإيكولوجي شعارا للأهداف المحددة. ******** تبني سلوك إيكولوجي داخل المدرسة يفرض تنزيل مخطط جهوي للتربية البيئية شدد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباطسلاالقنيطرة محمد أضرضور، الأسبوع الماضي بالرباط، على أن ترسيخ التربية على القيم والمواطنة البيئية وتبني سلوك ايكولوجي مسؤول داخل المدرسة وخارجها، وتعزيز الدور المحوري للمدرسة كفضاء منفتح و متفاعل مع محيطه، يفرض سنويا تنزيل مخطط جهوي في مجال التربية البيئية و التنمية المستدامة. وأضاف في كلمة له، خلال ندوة تحسيسية حول الموارد المائية بالمغرب: بين الإجهاد وتحقيق رهان الأمن المائي عبر المدرسة المغربية، نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، أن تحقيق الاستدامة، رهين بالتدخل الفعلي لجميع الأطراف، وفق برامج متكاملة تقوم على التعاون والشراكة وتوزيع المسؤوليات، من أجل وضع التربية في صلب التنمية وجعل النموذج البيداغوجي مرتبط بالنموذج التنموي لتحقيق الجودة و الارتقاء بالفرد والمجتمع. من جانبه، أكد المنسق الوطني للتربية البيئية والتنمية المستدامة بوزارة التربية الوطنية التعليم الأولي والرياضة مبارك مزين، على أهمية المدخل التربوي في تقويم وتصحيح ثقافة الإنسان في علاقته بالماء، و الرفع من درجة التوعية والتحسيس في صفوف الناشئة، لترسيخ سلوك ايجابي اتجاه الماء. وأبرز أن الوزارة تعتمد في مجال النهوض بالتربية على المحافظة على الماء، وترشيد استعمالاته الحياتية ودوره المحوري في النشاط الانساني على ركيزتين، هما الركيزة المنهاجية من خلال المقررات الدراسية المبرمجة في جميع الأسلاك التعليمية منذ السنوات الأولى للتعليم والتي تسعى إلى تزويد المتعلم بمجموعة من المعارف المتعلقة بالماء، ثم ركيزة أنشطة الحياة المدرسية من خلال مجموعة من البرامج و الأوراش والأنشطة التربوية في إطار أنشطة الحياة المدرسية التي تسعى لترسيخ المعارف حول الماء. وبدورها، أكدت مريم الخداري، المكلفة ببرامج التربية البيئية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، على أن المؤسسة تنجز ما يقارب 20 برنامجا مبتكرا بالتعاون مع شركاء و طنيين ودوليين، من بينها حماية الساحل و الهواء و المناخ و إعادة تأهيل الحدائق التاريخية، إضافة إلى الشق المرتبط بالتربية البيئية والذي يشمل بدوره عدة برامج تربوية، من بينها برنامج المدارس الإيكولوجية. وقالت إن برنامج المدارس الإيكولوجية هو برنامج دولي يرتكز على التربية على التنمية المستدامة والذي يضم مشاركة 47 دولة، ذات العضوية بالبرنامج. وشددت على أنه من بين المحاور التي يشتغل عليها التلاميذ ترشيد استعمال الماء، من خلال مجموعة من الأدوات البيداغوجية، على رأسها البوابة الالكترونية، للمؤسسة و التي تضم جميع الوسائل البيداغوجية التي يمكن للتلاميذ والمؤطرين استعمالها لفهم محور ترشيد استعمال الماء. كما تضم هذه البوابة ألعاب تفاعلية للتعلم بطريقة مسلية، وملصقات محورية وفيديوهات محورية، بالاضافة إلى منصات تفاعلية ثلاثية الأبعاد، والربط بأهداف التنمية المستدامة من خلال الأنشطة المدرسية و جدول أهداف التنمية، والسلوكيات البيئية الجيدة، التي تشمل تجميع مياه الأمطار و استعمالها في السقي، ومراقبة دورية للعداد، إصلاح التسربات المائية. وقد عرفت هذه الندوة تقديم مداخلات حول استراتيجية تدبير الموارد المائية داخل منطقة نفود وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية، و متطلبات الأمن المائي و الغدائي في ظل التغيرات المناخية ، و سبل تحقيق الأمن المائي عبر التربية البيئية.