التعادل في الدارالبيضاء أمام أنييمبا النيجيري جسد النقطة التي أفاضت الكأس، ودفعت جماهير الرجاء لتحرق آخر الأوراق، وحركت المنخرطين والمسيرين لإيجاد الحل، وخاصة عندما ظهرت الرجاء مهزومة بطريقة غير مفهومة. وتعذر على الفريق البطل تزكية التفوق والاستمرار في التألق في فترة التحضير والبداية، وكان طبيعيا أن يقلق الرجاويون أمام خروج الرجاء من منافسات كأس العرش في الدارالبيضاء، في لقاء عرى وفضح ما تعانيه التركيبة البشرية للرجاء من نقص، اضافة الى المستوى الباهت الذي عرضه اللاعبون في المباريات القارية. ومن يوم لآخر، يتأكد ما باح به المدرب امحمد فاخر، معلنا حاجة المجموعة الى لاعبين مميزين يعززون ما يتوفر من طاقات ومواهب، في زمن يواجه فيه المكتب المسير ضائقة مالية تحول دون تقوية الفريق وتعزيزه بالنجوم. فما الحل اليوم؟ وكيف يمكن تصحيح المسار؟ الرجاء في تراجع مخيف، واللاعبون دخلوا فترة الشك والارتباك وفقدان الثقة في الامكانيات، والجمهور غاضب يطالب التغيير، ومشاكل الرجاء في وضع غير مسبوق، تجاوزت أسوار الفضاء الأخضر وتحولت الى «الفايسبوك» والشارع، وحملت التراشق بالتهم، وعملت على توتر العلاقات بين مختلف المكونات. والغريب أن المكتب المسير لم يقو على تنظيم لقاء تواصلي بين فعاليات الرجاء وخاصة المنخرطين، وانقطع خط التواصل وطلعت نداءات ترمي الى التغيير والترحيل. وفي هذا الاتجاه حرك منخرطون عريضة المطالبة بجمع عام استثنائي يحدد موعده في أقرب وقت. وبلغنا أن عدد الموقعين على الوثيقة/الطلب تجاوز المائة وثلاثين، ونيابة عن الموقعين تكلف أربعة منهم بتبليغ العريضة الى امحمد أوزال باعتباره رئيسا للمكتب المديري مساء يوم الأحد، على أن يحولها بدوره الى رئيس فرع كرة القدم الحاج عبد السلام حنات. وفي إطار البحث عن الحل، يمكن التواصل هكذا، ويبقى الجمع العام وحده المكان الذي يعلن فيه عن القرار بمشاركة برلمان الفريق المتمثل في المنخرطين؟ ويبدو أن الهزة العنيفة التي يعانيها الفريق طرحت شلالا من الأسئلة حول هيكلة نادي الرجاء بتعدد فروعه ومكوناته، وحول المكتب المديري الذي لم يتحرك ولم يتجدد منذ توقيع الميلاد في سنة 1995، ودفعته أزمة أخرى للاجتماع مرة واحدة في سنة 2009، حيث تكلفت إدارة الرجاء بجمع وثائق مختلف الفروع والتحضير لجمع عام يضفي الشرعية على المكتب المديري. بقي الوضع هكذا، ولم تعقد هاته المؤسسة جمعها العام، ومع ذلك نسمع عن رئيسها يسجل الحضور في الجموع العامة، وكلما اهتز فرع كرة القدم أو تحركت مبادرة إحداث فرع جديد. الرجاء تواجه مشاكل بالجملة في فرع كرة القدم وقد ترجم الجمع العام الأخير الوضع الحالي للفريق وطالب بعض المنخرطين بالتغيير في التسيير، وحاولوا تحويل الجمع الى إعادة انتخاب تشكيلة المكتب المسير، لكن (رئيس المكتب المديري) ساهم في تهدئة الأجواء واستمرار الحال... وهاهو فريق الرجاء في منعرج خطير، ويبقى الحل الشرعي لدى الجمع العام وللمنخرطين وحدهم الحق في تقرير المصير، وكل مبادرة تسقط من خارج الجمع تضرب الشرعية وتسيء الى دمقرطة المؤسسة وتفسح المجال أمام العبث؟ الرجاء ليست ملكا لأحد، وعلى الجمع العام أن يجد الحل لتمر المرحلة بسلام؟؟؟