تنفس المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم رابح سعدان الصعداء من الانتقادات التي طالته وفريقه في الأشهر الأخيرة وبالتحديد في الأيام الأخيرة عقب الخسارة أمام سلوفينيا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة في الدور الأول. وقال سعدان بابتسامة عريضة عقب التعادل الثمين الذي انتزعه فريقه من انكلترا يوم الجمعة في كايب تاون «هذا افضل رد على المنتقدين وكل من شكك في قدرة وإمكانيات هذا المنتخب. لطالما انتقدت وارتفعت الأصوات مطالبة بالإقالة ماذا عساكم ان تقولوا بعد اليوم». وقدم المنتخب الجزائري احد أفضل عروضه حتى الآن ونجح في الصمود أمام نجوم المنتخب الانكليزي، منتزعا نقطة ثمينة هي الأولى له في مشاركته في جنوب إفريقيا بعد غياب دام 24 عاما. وليست المرة الأولى التي يواجه فيها سعدان هذه الانتقادات، فعلى غرار مشاركته في كأس الأمم الإفريقية مطلع العام الحالي عندما واجه سعدان سيلا من الانتقادات عقب الخسارة المدوية أمام مالاوي صفر-3 في الجولة الأولى، لكنه رد بقوة أيضا بقيادة محاربي الصحراء إلى الدور نصف النهائي بإزاحة ساحل العاج. وعادت وسائل الإعلام المحلية وبعض المراقبين والمدراء الفنيين السابقين إلى توجيه أصابع الاتهام إلى سعدان بعد الخسارة أمام سلوفينيا معيبين عليه اعتماده على أسلوب دفاعي والدليل فشل الجزائر في هز الشباك منذ ثلاثيتها في مرمى ساحل العاج في دور الأربعة من العرس القاري لان الهدف الذي سجل في مرمى الإمارات وديا مطلع الشهر الحالي كان من ضربة جزاء. وأوضح سعدان الملقب ب»الشيخ»: «لدينا منتخب شاب لا يملك الخبرة اللازمة في مثل هذه البطولات الكبيرة كما أننا لم نلعب بتشكيلتنا الأساسية طيلة فترة الإعداد للمونديال بسبب الإصابات التي لحقت اللاعبين حتى أيام قليلة من بدء العرس العالمي»، مضيفا «بالنظر إلى المباراتين أمام سلوفينيا وانكلترا قدمنا عروضا رائعة لم نكن سيئين على الإطلاق، كنا الأفضل، لم يحالفنا الحظ في المباراة الأولى لأننا كنا الأقرب إلى الفوز، لكننا انتزعنا ما نستحقه في الثانية وكان بإمكاننا الفوز علما بأننا لعبنا أمام منتخب كبير مرشح للقب وبنجومه المرعبين وبقيادة مدرب محنك». وقال سعدان «إجمالا لا أكثرت بالانتقادات لأنني واثق من العمل الذي أقوم به ومن ثقة الاتحاد الجزائري وكفاءات اللاعبين، لكن هذه الأمور تؤثر كثيرا على اللاعبين وتشتت تركيزهم وهو ما يزيد في صعوبة مهمتنا لأننا عوض التركيز على الأمور الفنية والخطط التكتيكية للمباريات، نواجه معنويات مهزوزة للاعبين المحبطين ونبذل جهدا إضافيا من اجل إعدادهم نفسيا». وأردف سعدان بابتسامته المعهودة «رب ضارة نافعة، فهذه الانتقادات تصب أحيانا في صالحنا على غرار ما حصل أمام انكلترا، لان رد اللاعبين كان قويا وكانوا أكثر إصرارا وعزيمة على تحقيق نتيجة ايجابية يؤكدون بها سمعتهم التي اكتسبوها في التصفيات والعرس القاري». وأعرب سعدان عن أمله في «مواصلة المشوار في المونديال والتحسن التصاعدي في المستوى لكنه أبدى تخوفه من عدم الاستقرار في النتائج، وقال «المهم أمام انكلترا إننا نجحنا في استعادة الثقة والتوازن بعد الخسارة أمام سلوفينيا. عودتنا كانت مشرفة وأمام منتخب كبير مثل انكلترا»، مضيفا «مباراتنا المقبلة لن تكون سهلة لكن المعنويات العالية بعد نتيجة اليوم قد تساعدنا على تحقيق الفوز وتشريف كرة القدم الجزائرية. أتمنى ذلك فعلا لان مشكلة فريقنا هي الاستقرار في النتائج، إذا حافظنا على مسيرتنا التصاعدية في النتائج فإننا سنحقق ما نطمح إليه». وأضاف «سر نجاح منتخبات مثل ألمانيا وانكلترا والبرازيل هو الاستقرار في النتائج وهذا ما أحاول تلقينه للاعبين واعتقد أنهم استوعبوا الدرس اقله اليوم». وأوضح سعدان انه لا يعرف حتى الآن القوانين التي يتبعها الاتحاد الدولي للفصل بين منتخبين متساويين في رصيد النقاط، وقال «لا اعرف ما إذا كنا سنتأهل وما هي قوانين الفيفا، سأتنفس الصعداء شيئا ما لتحليل ذلك مع الجهاز الفني، لكن عموما مادامت أمامنا مباراة فذلك يعني بان الحظوظ قائمة وسندافع عنها حتى الثانية الأخيرة». وتحتاج الجزائر إلى الفوز على الولاياتالمتحدة وخسارة سلوفينيا أمام انكلترا لتتساوى رصيدا مع سلوفينيا. لكن في حال كان الفصل بينها وبين سلوفينيا المواجهات المباشرة فان ممثلي العرب في المونديال سيخرجوا خاليي الوفاض، وفي حال فارق الأهداف فان الجزائر ستكون مطالبة بالفوز بفارق هدفين أو هدف مع خسارة سلوفينيا بنتيجة معاكسة أي بفارق هدف أو هدفين على التوالي. عموما، مرة أخرى اثبت سعدان أنه «رجل المهمات الصعبة» بكل ما في الكلمة من معنى، ويعتبر التعادل انجازا لان اشد المتفائلين لم يكن ينتظر أن يصمد «ثعالب الصحراء» أمام الانكليز. وهى المرة الخامسة التي يشرف فيها سعدان على تدريب منتخب بلاده بعد 1982 عندما كان مساعدا لمحي الدين خالف ثم أعوام 1986 و1999 و2004. ويلجأ الاتحاد الجزائري دائما إلى سعدان لقيادة المنتخب في أصعب الفترات وتحديدا بعد فشل المدربين الأجانب في مهامهم على رأس الإدارة الفنية «للخضر».