عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. في الأمس القريب كانت تزدحم على أمواج الأثير رائعات الأغاني كهذا البوح الرقيق الذي نظمه شاعر كوكب الشرق، أحمد رامي، ولحنه موسيقي المغرب المشرق، عبد السلام عامر، وأنشده محمد الحياني0 أرادوني على أني أبوح وهل يتكلم القلب الجريح وماذا يبتغون وفي فؤادي جوى أفضى به الدمع الفصيح نعم أهوى ولا أخفي غرامي ومن شرف الهوى أني طريح وأما إن سألت هل اصطفتني سكت فما استرحت وما أريح ومن لي أن أقول صَفَا هوانا وقلب الغانيات مدى فسيح تلاقيني فتخلص بي نجيا وألمس حبها فيما يلوح وتزدحم القلوب على هواها فتنكرني ولي كبد قريح