كرس إقصاء المنتخب الوطني للكرة الشاطئية من كأس أمم إفريقيا سلسلة طويلة من إخفاقات الكرة المغربية على صعيد المنتخبات قاريا ودوليا رغم الإمكانيات الكبيرة المرصودة لها. وودع "أسود الأطلس" البطولة الإفريقية بعد خسارتهم أول أمس الأربعاء أمام منتخب مصر (3-4)، ليفشلوا في بلوغ النهائي الذي يؤهلهم مباشرة إلى نهائيات كأس العالم. وسيكتفي المنتخب الوطني اليوم الجمعة بخوض مباراة تحديد المركز الثالث أمام نظيره الموزامبيقي الذي سقط أمام منتخب السنغال (بطلة القارة 6 مرات) بنتيجة (2-3). وقال سيلا "بدأنا المباراة بطريقة جيدة، لكن مع الأسف قدمنا هدايا للمنتخب المصري، وهو فريق متمرس. لقد نجحوا في جعل لاعبي يرتكبون أخطاء جراء نقص الخبرة". وأضاف "لقد طالبتهم بتهدئة إيقاع اللعب، لكن مع الأسف نجح المصريون في تعديل النتيجة ثم التقدم. هذا هو قانون كرة القدم. سنعود للمغرب من أجل العمل والعودة بقوة". وختم "سنحاول اللعب بجدية لكي نحصد المركز الثالث". وتعد هذه النتيجة نقطة سلبية جديدة في سجل الكرة المغربية التي ما تزال منتخباتها عاجزة عن تحقيق ألقاب قارية أو الوصول إلى مراحل متقدمة في البطولات الدولية. فقبل منتخب الكرة الشاطئية بأيام، خرج منتخب أقل من 20 سنة خالي الوفاض من بطولة شمال إفريقيا المؤهلة لكأس أمم إفريقيا للشباب المقررة في مصر العام المقبل. وخاض منتخب لأقل من 17 سنة مشاركة صورية في كأس العالم للسيدات، بعدما أوقعته القرعة في مجموعة حديدية رفقة منتخبات الولاياتالمتحدة والبرازيل والبلد المضيف. وحتى بعض الإنجازات المحققة جاءت على صعيد بطولات إقليمية غير معترف بها، كما حدث مع منتخب الفتيان الذي حل مؤخرا وصيفا للجزائر بطلة كأس العرب على أرضها. وينطبق نفس الأمر على المنتخب الرديف الذي ودع كأس العرب للكبار في 2021 من دور ربع النهاية على يد الجزائر. وفي فبراير الماضي أقصي منتخب السيدات لأقل من 20 سنة من الدور الرابع للتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كاس العالم في كوستاريكا، أمام المنتخب السنغالي. ويبقى المنتخب المحلي ومنتخب كرة القدم داخل القاعة ومنتخب السيدات نقاط الضوء الوحيدة في الكرة المغربية. فقد فاز الأول بلقبين في كأس أمم إفريقيا للمحليين عامي 2018 و2020 (أقيمت في 2021 بسبب جائحة كورونا). أما الثاني فقد حقق طفرة نوعية بتتويجه بطلا لإفريقيا في آخر دورتين (2016 و2020) وبطلا للعرب كذلك (2021 و2022) وتأهل لربع نهائي كاس العالم 2021 في ليتوانيا. وتأهل الثالث للمرة الأولى في تاريخه لنهائيات كاس العالم 2023 في أستراليا ونيوزلندا، بعدما حل وصيفا لجنوب إفريقيا بطلة كأس أمم إفريقيا "المغرب 2022". ويشكل المنتخب الوطني للكبار أكثر خيبة في منظومة المنتخبات الوطنية، إذ لم يحقق اللقب القاري منذ 46 سنة، وتحديدا منذ تتويجه بكأس أمم إفريقيا 1976 بإثيوبيا. ولم يغط تأهل "أسود الأطلس" إلى نسختين متتاليتين لكأس العالم (2018 في روسيا و2022 في قطر) على الإخفاق الذريع في البطولات الإفريقية طيلة 5 عقود. وأقصي المنتخب الوطني الذي يبقى أفضل إنجاز له بلوغ نهائي نسخة 2004 في تونس، مبكرا في آخر 3 دورات رغم توفره على نجوم يلعبون بأكبر الدوريات الأوروبية. وتأتي إخفاقات الأسود وباقي المنتخبات رغم الإمكانيات المادية الكبيرة التي توفرها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بغية تحقيق ألقاب تغني خزينة الكرة المغربية المتواضعة.