لا تزال معاناة ساكنة سوس متواصلة بفعل الرعي الجائر للرحل بممتلكاتها الفلاحية، وقد سجل هجوم جديد لهؤلاء الرحل الذين يسوقون جحافل الإبل للرعي بالمحاصيل بنواحي تزنيت، حيث المتضررون ما فتئوا يناشدون السلطات للتدخل من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات السافرة على مزروعاتهم التي يتعيش منها أهل هذه المنطقة واحتواء الوضع قبل تطوره لما لا يحمد عقباه. وفي هذا السياق، أفادت تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة بإنها تفاجأت بالهجوم الذي تعرضت له ساكنة منطقة تافراوت المولود، يوم الخميس الماضي، من طرف مجموعة من الرعاة الرحل. وأضافت في بلاغ لها، أن مهاجمة الساكنة المحلية واستباحة أراضيها وممتلكاتها من طرف الرعاة الرحل، تسبب في إصابات خطيرة نقل على إثرها شخص إلى المستشفى الإقليميبتزنيت، فيما تعرض آخرون للملاحقة والسب والشتم بألفاظ عنصرية وتهديد الساكنة بالقتل في غياب تام للسلطات المحلية والأمنية. وتابع البلاغ ذاته، أن المجتمع المدني كان قد حذر من الرعي الجائر من قبل الرعاة الرحل، منذ وصولهم إلى منطقة تافراوت المولود قبل أيام، مصحوبين بالعشرات من رؤوس الإبل، كما أن التنسيقية نبهت للأمر في وقفتها أمام عمالة إقليمتزنيت يوم 16 يوليوز 2022، وحملت فيها عامل الإقليم كامل المسؤولية في حماية حقوق الساكنة وضمان الأمن. وأشار المصدر ذاته، إلى أن تنسيقية أكال تعرب عن دعمها للتحرك السلمي من طرف ساكنة تافراوت المولود وكل المناطق المتضررة ضد سياسة فرض الأمر الواقع وشرعنة استباحة أراضيها، ومساندتها للساكنة في منطقة تافراوت المولود وكل المناطق المتضررة في حقها في الدفاع عن النفس والممتلكات، وكذا تضامنها مع كل المصابين والمتضررين، واستنكارها لتلكؤ السلطات المحلية والأمنية في حماية الساكنة وتوفير الأمن. كما جددت الهيئة الحقوقية نفسها "رفضها لقانون 113.13 الذي يكرس باسمه انتهاك أراضي الساكنة وممتلكاتها"، معلنة "استنكارها لصمت المنتخبين في كل منطقة سوس ماسة وعدم تحركهم للضغط لتفعيل القانون الجنائي في مثل هذه الحالات"، يضيف البيان ذاته. وختمت تنسيقية أكال بيانها بدعوة الساكنة إلى مواصلة معركتها السلمية الشرعية في الدفاع عن أراضيها وممتلكاتها، مؤكدة استمرارها في خوض أشكالها النضالية دعما لحقوق الساكنة في الأرض والثروة.