صدر الموقف المغربي من الوضع السوري، وجاء مجسدا في بلاغ وزارة الخارجية والتعاون الذي دعا مجموع الأطراف السورية إلى «التحلي بالحكمة وضبط النفس والانخراط في حوار معمق»، كما أعرب عن قلق المملكة الشديد وانشغالها العميق حيال الأحداث الأليمة التي تشهدها سوريا. وجاء الموقف الرسمي المغربي في سياق مواقف عدد من البلدان العربية التي أقدمت بعضها على استدعاء سفرائها للتشاور، بالإضافة إلى موقف دول الخليج ومجلس التعاون، وخصوصا خطاب الملك السعودي الموجه إلى دمشق الأحد الماضي، وهي كلها ردود فعل أجمعت على تحذير الرئيس السوري، والتعبير عن القلق من القمع الدموي الذي يمارسه نظامه على شعبه المطالب بالحرية والديمقراطية. وإلى جانب موقف الخارجية المغربية، أصدر عشرات المثقفين والفنانين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين المغاربة بيانا يشجب القتل الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري، ويتضامن مع نضال المواطنات والمواطنين السوريين من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. وحده الوجه القومي المعروف في محافل التضامن وفي المؤتمرات خرج عن الصف وقال بأن مجموعته لا تتحرك في الشارع المغربي لمساندة الشعوب العربية إلا حين تتعرض لعدوان خارجي. عندما يقتل بشار الأسد الناس ويستهدف المواطنين العزل بالمدفعيات والرشاشات وبأسلحة «الشبيحة» والقناصة من فوق السطوح، يقول بأن هؤلاء إرهابيون ومدفوعون من قوى خارجية، أي أن نظامه يواجه مؤامرة أو عدوانا من الخارج، ومن هنا في الرباط نجد من يعيد نفس الكلام، ويعبر في وجوهنا من دون حياء عن قبوله بأن يفعل نظام دمشق ما يفعله اليوم، وبأن كل هذه الدماء التي جرت هناك لا تستحق كلمة حق واحدة. الوجوه نفسها التي كانت تصمت أمام جرائم صدام حسين في حق شعبه بمبرر وجود الاحتلال الأمريكي أو الاستهداف الأمريكي للمنطقة ولأنظمة «الممانعة» و»الصمود» ووووو.....، هي نفسها التي تبحث اليوم عن مبررات لنظام الأسد. ما معنى أن نتضامن مع الشعوب عندما يقوم عدوان خارجي بقتلها، ونصمت عندما يتولى هذا القتل النظام القائم نفسه؟ إن الانتفاضات الشعبية العربية فضحت ليس فقط أنظمتها الديكتاتورية، إنما كشفت عن «خلايا نائمة» مجندة من لدن هذه الديكتاتوريات في عدد من الدول العربية، وبين الفينة والأخرى تخرج علينا بمثل الكلام الذي أوردناه أعلاه. لقد سبق لبعضهم أن خرج يدافع عن ديكتاتور ليبيا، بل وذهب لزيارته، واليوم هناك من يرى أن التضامن مع الشعب السوري ليس ضروريا مادام العدوان ليس خارجيا. أليس من الواجب التركيز اليوم على فضح أمثال هؤلاء؟ الشعب السوري يقتل أيها السادة والقتلى فاق عددهم المئات، والنظام هناك يواصل دمويته ويستمر في البشاعة. ألا يستحق كل هذا أن ترفعوا صوتكم بالتنديد؟ هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته