يخلد الشعب المغربي الذكرى ال 69 لثورة الملك والشعب (20 غشت)، وهي مناسبة تحيل على حدث بارز ومفصلي في سيرة الكفاح الوطني لبلادنا وشعبنا من أجل الاستقلال، كما ترمز إلى تلاحم تاريخي بين المؤسسة الملكية والحركة الوطنية، وارتباط كفاحي بين العرش والشعب في مواجهة المستعمر. ليس للذكرى هذا البعد التاريخي فقط، أو أنها تحيل على ذكرى متحفية من دون أي امتداد، ولكنها محطة لافتة في النضال الوطني التحرري لشعبنا تقدم لنا باستمرار العديد من الدروس والعبر. إن ملحمة "20 غشت" هي دليل على أن الملكية في المغرب ليست طارئة أو غريبة، وهي دليل على كون قوتها تكمن أساسا في التلاحم المتين بين الملكية والشعب، وفي التضامن بين مختلف فئات الشعب وتضحيتها من أجل الوطن... واعتبارا لذلك، فهي تبقى ممتدة في الحاضر والمستقبل، وفي المعنى. إن أصالة المؤسسة الملكية ومركزيتها وأدوارها الوطنية هي التي صنعت استقرار البلاد وتميزها، كما أن النجاحات الكبرى في تاريخ المغرب نجمت دائما عن التلاحم بين الملكية والقوى الوطنية، وهذا تجلى في الدفاع عن الوحدة الترابية، وفي الأوراش التنموية الكبرى، وفي بناء المغرب الحديث.... وفي مغرب اليوم يتجلى المعنى في حاجتنا إلى دروس "ثورة الملك والشعب" لتحرير الطاقات والقدرات، ولتعزيز التعبئة الوطنية من أجل استقرار ووحدة وطننا، ومن أجل تحقيق التنمية والتقدم والعدالة الاجتماعية... لقد تجلى الانخراط الملكي والانشغال الوطني مؤخرا في التصدي لوباء "كوفيد – 19″، ومواجهة آثاره، كما يبرز أيضا الحضور الملكي في تتبع الأوراش الإصلاحية والتنموية الكبرى، وفي مواجهة تداعيات الجفاف وغلاء الأسعار، وكذلك في تدبير الديبلوماسية الوطنية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وكل هذا يؤكد استمرار دروس ودلالات "ثورة الملك والشعب" في الحاضر، وأيضا في التطلعات الوطنية والتنموية والديمقراطية لبلادنا ومستقبلنا. وأمام ما يلف شعبنا اليوم من قلق جراء أوضاعه الاجتماعية، ونتيجة ما يحياه العالم من حولنا من تبدلات وأزمات، وبعد أن أبانت الحكومة عن فشل واضح في التصدي لذلك، والتخفيف عن شعبنا، تحل ذكرى "ثورة الملك والشعب" لتمنحنا درسا بليغا، ولتذكرنا بأهمية ثقة شعبنا في الملكية، وفي الدور الوطني المستمر للعرش، وبأن دروس "20 غشت" مستمرة وممتدة في الحاضر الوطني أيضا. ويمثل، من جهة أخرى، تزامن ذكرى ثورة الملك والشعب (20 غشت)، مع عيد الشباب (21 غشت)، إحالة جديدة على دلالة المستقبل، وعلى انشغال جلالة الملك بمستقبل فئات الشباب، وعلى انخراطه في بناء مغرب المستقبل واستمرار التضامن الوطني، وتلاحم الملك وشعبه من أجل تقدم الوطن والارتقاء بالمغاربة وتحقيق التقدم والانفتاح والعدالة الاجتماعية.