لقيت سائحة فرنسية مصرعها، يوم الثلاثاء الماضي، بجماعة العركوب، متأثرة بإصابتها جراء عضات مجموعة من الكلاب الضالة. وذكرت السلطات المحلية لإقليم وادي الذهب، أنه بحسب المعطيات الأولية، فقد حلت المواطنة الفرنسية في زيارة سياحية لمدينة الداخلة، في نفس اليوم، حيث نزلت بوحدة فندقية بجماعة العركوب، قبل أن تتعرض لهجوم من قبل مجموعة من الكلاب الضالة حين قيامها بجولة على الأقدام بعيدا عن الفندق. وأضاف المصدر ذاتها أنه تم فتح بحث من قبل مصالح الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة المختصة للكشف عن كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث، الذي فتح النقاش مرة أخرى حول ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بالمدارات الحضرية والقروية، والتي غزت الشوارع والأزقة والدروب بالمدن المغربية، في ظل عدم وجود تحركات من قبل المنتخبين والسلطات المحلية. ويشتكي العديد من المواطنين من ظاهرة تفاقم أرقام الكلاب الضالة كل يوم، وهو ما يهدد سلامة الساكنة بالوسط الحضري، فبعد منع عملية قتلها ورميها بالرصاص، اعتقدت الجماعات والسلطات المحلية، أنها أعفيت من مهمة وتكاليف التخلص منها، دون أن تجد بدائل لجمع هذه الكلاب التي تقض مضجع الجميع. وفي هذا الصدد، وقفت جريدة بيان اليوم، على تراخي السلطات في الحد من الظاهرة على مستوى مدينة الدارالبيضاء، والمحمدية، وبوسكورة، وقس على ذلك باقي المدن، ذلك أن جميع الشوارع مكتظة بالكلاب، وتزاحم المارة في الرصيف، وتهاجمهم بين الفينة والأخرى. وبالرغم من احتجاجات الإطارات الجمعوية على الظاهرة، ومراسلة وزارة الداخلية باعتبارها المتدخل الأول، إلا أن مطالب المتضررين تقابل بالصمت وعدم التحرك، وهو ما يفتح المجال لتزايد أعداد الكلاب التي تحتل الشارع العام عبر مجموعات ضخمة تضم ما بين 10 و20 كلبا. ويتقاسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مسترسل صور هذه الكلاب التي لا حول ولا قوة لهم أمامها، حيث تعرض الكثير من الأطفال والنساء لعضاتها، ومع ذلك لم تحرك السلطات مكانها حفظا لسلامة الساكنة. وفضح حادث وفاة السائحة الفرنسية بالداخلة، حقيقة التغاضي عن هذا الملف، الذي يسيء إلى صورة المغرب في المجال السياحي، مؤديا ثمن إهمال السلطات المحلية للظاهرة، التي تقض مضجع المغاربة، الذين ترحموا على الراحلة، وتأسفوا للحادث الناتج عن التكاسل والتقاعس في التعامل الجدي مع انتشار الكلاب الضالة. وعاينت جريدة بيان اليوم، بمدينة بوسكورة تحديدا، الوضعية الصحية المزرية لبعض الكلاب، التي يظهر على جسمها أمراض وطفح جلدي، يمكن أن يؤدي تطوره بسبب عدم المراقبة الطبية البيطرية إلى إصابات انتشار أمراض معدية. فهل تستنفر وزارة الداخلية أجهزتها، والتي سبق للفريق البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية أن تقدم لها بسؤال بشأن خطتها للقضاء على الظاهرة، ذلك أن الحد منها أصبح مطروحا بقوة حماية لسلامة المواطنين. يوسف الخيدر