كتاب «القراءة العاشقة» إصدار جديد للشاعر والروائي المغربي عبداللطيف العربي، الذي جمع فيه حوارات انخرط فيها الكاتب منذ ما يزيد على ثلاثة عقود بدءاً بحواره مع الناقدة يمنى العيد المضمن في كتاب الرهان الثقافي مروراً بعديد من الحوارات الأخرى المنشورة في الصحف والدوريات الأدبية العربية والغربية. يرى الباحث الأدبي شرف الدين ماجدولين أن تعاطي اللعبي مع هذه الحوارات رغبة جدية في الإفضاء والتبليغ لقيم وأفكار وقناعات طالما وجدت تشخيصات خصيبة وبالغة التأثير في كتاباته الشعرية والروائية والفكرية.. بيد أنها ظلّت دوماً في حاجة الى تأكيد وترسيخ عبر الحوار المباشر.. الذي ربما أن يكون في هذا الاتجاه القصدي من لدنه إعادة نشر تلك الحوارات في كتب مختلفة، التي غلب عليها من تلقائية في الاسترسال البياني وما طبعها من يسر في المأخذ ومن كشف حميمي يكاد يشعر القارئ ان الكلام موجه اليه هو بالذات، فضلاً عما تضفيه لغة الكاتب ببساطتها المخاتلة، إلى جانب ما قد يجده القارئ في ثنايا ما طرحه المحاور من عاطفة الكاتب التي كان لها حضور فيما حمل الكتاب من حوارات متنوعة، ما يجعل من رسالة اللعبي أكثر انسيابية من خلال ما يمكن وصفه بلغة البوح التي اتسمت بها لغة الكاتب التي تكتنز في مضامينها لغة أقرب إلى الشعرية ساهمت في إضفاء السهل الممتنع فيما قدمه اللعبي من أفكار. ومن جميل الآراء التي حفل بها الكتاب سؤال حول خطواته الأولى باتجاه ارض الكتابة ولمن يعود اليه الفضل في اكتشافه لسحر الأبجدية التي كان لها الفضل في صياغة حروف اسمه الشخصي اجاب اللعبي بلغته العفوية: لا أذكر بالضبط متى تم ذلك الموعد واحترس على العموم من تلك القصص إن لم أقل الخرافات التي يحكيها بعض الكتاب وحتى العظام من بينهم ليبينوا لنا عبقريتهم المبكرة ونبوغهم منذ نعومة أظفارهم، علينا أن نكون متيقظين إزاء ذاكرتنا لأنها ميالة الى دس آياتها الشيطانية في نفوسنا الميالة بدورها الى مراي النرجسية الخادعة إلى آخر ما جاء في اجابته التي اتسمت إضافة الى بساطتها عمقها وتفردها. تتضمن مجموعة الحورات إضافة الى مقابلتين منجزتين خلال السنتين الأخيرتين مع الشاعرين المغربيين رشيد المومني ومحمود عبدالغني، كتاب حرقة الأسئلة التي يتناول فيه اللعبي مجمل القضايا التي ما فتئت تؤرقه وتشغل قارئ نصوصه، حيث تحدث بإسهاب وعمق عن تجربته الشخصية التي انبثقت منها بذور أفكاره وتشكلت خلالها كلماته على الورق، قبل اختراقها بما يحيط بالكاتب من جدران معيدا التأمّل في نصوصه التي جاء منها: العين والليل، ومجنون الأمل، واللوعات الكامنة في عمق الأشياء.. معرجاً على تجربة مجلة انفاس والكتابة بالفرنسية، إلى جانب مسألة الأمازيغية ثم القضية الفلسطينية و موضوعات أخرى حملها الإصدار.