«طيف نبي» لفاطمة بنيس عن دار «الغاوون» في بيروت صدر أخيراً الديوان الثالث للشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس (من مواليد 1973)، بعد ديوانَيها الشعريين «لوعة الهروب» (2004) و«بين ذراعَي قمر» (2008). المجموعة الجديدة تتألف من ومضات شعرية مختلفة، تنجح الشاعرة في تحويلها إلى مرايا صغيرة كفسيفساء شعرية تقدم من خلالها وجه الأنثى واختلاجاتها، التي أرادت بنيس تصويرها. وقد جاء الديوان بلغة متماسكة ومخملية تليق بالطيف الذي اتّخذته الشاعرة عنواناً، حيث مزجت في قصائدها بين عدة أطياف شكلت نمطها الشعري الذي أسسته في ديوانيها السابقين، ويتألف ديوان «طيف نبي» من 96 صفحة، بينها نحو 20 صفحة تحمل الترجمة الفرنسية للقصائد بتوقيع المترجم عبد الرحمن تنكول. ويشار إلى أن فاطمة الزهراء بنيس شاعرة وكاتبة مغربية من مواليد مدينة تطوان نشرت أولى قصائدها مطلع التسعينيات في المنابر الثقافية المغربية والعربية، وصدر لها سنة 2004 ديوان لوعة الهروب المغرب سنة 2008 ديوان (بين ذراعيْ قمر)، كما تُرجمت قصائدها إلى اللغات: الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والمقدونية و الكرديّة، وأدرجت في العديد من الأنطولوجيات الشعرية العربية والأوروبية. عبد الإله حبيبي يصدر «بيوس أو طفل الحكمة والطقوس» صدر عن منشورات مكتبة سلمى الثقافية، رواية بعنوان “بيوس أو طفل الحكمة والطقوس” للروائي المغربي عبد الإله حبيبي، وهي رواية تقع في 349 صفحة من الحجم المتوسط، وقد زينت لوحة الفنان أحمد بن يسف غلافها. وتسرد الرواية حكاية طفل أمازيغي اسمه بيوس تصطرع في داخله صراعات بين ما هو رسمي وما هو شعبي، عندما يتعرض مع جيله لشتى أنواع القهر والتنكيل في مدرسة الاستقلال التي أرادت أن تنتج جيلاً خاضعاً لتعاليم فرنسا، التي تتعارض وثقافة المجتمع القبلي الذي ينتمي إليه بيوس سليل قرية أطلسية لها تاريخها. من خلال هذا الصراع، يجد بيوس نفسه محاطاً بعادات متنوعة وبتناقضات لغوية متعددة، ويجد نفسه موزعاً بين ثلاثة أنماط لغوية ومعرفية، وهي فرنسية مدرسة الاستقلال، وعربية الحكيم، وأمازيغية الجدة، لهذا فإنه يتوزع كونه لا يستطيع اختيار الطريق الذي يقوده إلى بر الأمان على المستوى النفسي. وحكاية بيوس ليس مجرد حكاية طفل عادي عاش في قرية أطلسية مهمشة وإنما هي المعبر الإنثروبولوجي عن صورة مغرب خرج بكل طاقته من الاستعمار ليجد نفسه محاطاً بجملة من العوائق التي تحول دون وصوله إلى ما يريد، وليجد نفسه أمام رهانات مختلفة تفرض عليه أن يحدد موقفه منها قبل أن يمضي إلى المستقبل. يمثل بيوس مغرب الصراعات الثقافية واللغوية، وهو اختزال لحالة جيل انتهكت براءته وأحلامه وعاش الغربة والتيه. وأعادت هذه الرواية كتابة جزء من تاريخ المغرب المنسي والمسكوت عنه، وذلك عن طريق استثمار أساليب السرد الروائي الحديث، وخلق نسق لغوي يسترفد من اللغة الفلسفية مادته، وهو ما جعل هذا العمل الروائي يمتلك خاصة نوعية.