أعربت الحكومة البريطانية، أول أمس الأربعاء، عن استعدادها للعمل مع نظيرتها المغربية من أجل بحث أفضل السبل الكفيلة بتعزيز روابط التعاون في المجالات المتعلقة بالهجرة. وقال كاتب الدولة البريطاني المكلف بالتضامن الاجتماعي ايريك بيكلس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب جلسة عمل عقدها مع الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج محمد عامر الذي يقوم حاليا بزيارة للمملكة المتحدة، إن الحكومة البريطانية ترغب في تعزيز المحادثات مع الجانب المغربي بخصوص سبل تعزيز هذا التعاون. ووصف المسؤول البريطاني مباحثاته مع عامر ب»المهمة»، وخاصة في ما يتعلق بالمشروع الرامي إلى إحداث فضاء ثقافي في بريطانيا لفائدة الجالية المغربية المقيمة في المملكة المتحدة، قائلا «سندرس سبل المضي بشكل سريع نحو ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع». وخلال هذا اللقاء الذي عقد بمقر البرلمان البريطاني، قدم محمد عامر لمحة عن الخطوات التي قطعها المغرب في كافة المجالات، مؤكدا أن المباحثات مع المسؤولين البريطانيين شكلت مناسبة لبحث سبل إرساء شراكة متينة مفيدة للجانبين في المجالات التي تهم الحياة الثقافية والحفاظ على هوية الجالية المغربية المقيمة بالمملكة المتحدة وخاصة الشباب. وبعد أن ذكر عامر بأن المغرب وبريطانيا يتقاسمان نفس قيم ومثل الديمقراطية والتسامح والتعددية، أكد أن المغرب يحدوه الأمل في أن ينجح مواطنوه في الاندماج في بلدان الاستقبال مع التشبث بأصولهم. وأضاف أن المركز الثقافي الذي اقترح المغرب إنشاءه في بريطانيا سيكون فضاء للتبادل والحوار والتشارك ويهدف إلى أن يعكس الصورة الحقيقية لمغرب حداثي ومتطور. من جانبه، أوضح مساعد كاتب الدولة البريطاني المكلف بالجالية والحكومات المحلية أندروو ستينيل أن المملكة المتحدة تولي أهمية كبيرة لتعزيز المبادلات مع المغرب، الذي أضحى «نموذجا» يحتذى به. وكان الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، قد أجرى لقاء مع الأطر المغربية المقيمة بالعاصمة البريطانية في وقت سابق من أول أمس الأربعاء بلندن، حيث دعا إلى تعبئة أكبر للكفاءات المغربية القاطنة في بريطانيا، مؤكدا أن مثل هذه التعبئة كفيلة بتكريس مشاركة أكثر فعالية لهذه الكفاءات في مسلسل التنمية الذي يشهده المغرب. وذكر محمد عامر خلال هذا اللقاء بالمحاور الأساسية للسياسة المنتهجة من طرف الحكومة المغربية لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأشار الوزير إلى أنه يتعين على الأطر المغربية المقيمة بالخارج اغتنام الفرص الكبيرة التي تتيحها الدينامية التي يشهدها المغرب في جميع المجالات، حيث وفرت هذه الدينامية التي تم إطلاقها خلال العشر سنوات الأخيرة، الظروف الملائمة لمشاركة أكثر فعالية للنخبة المغربية المقيمة في العديد من دول العالم، مؤكدا عزم المغرب على استخلاص الدروس من الدول التي أحرزت نجاحا في هذا المجال، من قبيل الصين والهند. وأبرز عامر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هدف اللقاء مع الأطر المغربية بلندن يتمثل في إقرار شراكة مع هذه الكفاءات والتفكير في نموذج تعبوي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وانتظارات الجالية المغربية القاطنة بالمملكة المتحدة، معبرا عن أمله في التمكن من تحسيس السلطات البريطانية وإدماجها ضمن هذه الشراكة المربحة لكل من البلد الأصلي وبلد الاستقبال وشبكة الكفاءات. وتم خلال اللقاء إحداث لجنة ستسهر على تحضير الندوة الأولى للكفاءات المغربية ببريطانيا، التي من المقرر عقدها في الخريف المقبل. ومن شأن هذا اللقاء تعبئة الحد الأقصى من الكفاءات وتمكينها من المساهمة في تنمية المغرب بشكل منظم ومهيكل. كما تباحث عامر، يوم الثلاثاء، مع جيمس هازبند، عمدة «رويال بوروت أوف كينغستون آند شيلسيا»، وهي مقاطعة توجد غرب لندن وتضم حوالي عشرة آلاف مواطن مغربي.