عاد محرك المنافسات الإفريقية لكرة القدم للعمل من جديد، ومعه تحرك سفراء الكرة المغربية لخوض المغامرة بحثا منها عن التألق والاستمرار في اللعبة وبطبيعة الحال تأكيد الصحوة التي تعيشها الكرة المغربية، فيما يظل الطموح بالظفر بلقب المسابقة حاضرا لدى الرجاء والوداد والمغرب الفاسي، لأن هذه الفرق اقتنعت بأنها لم تعد مجرد أثاث تزين به مسابقتا عصبة أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي.. وها هي الجولة الأولى تمر وتسفر عن نتائج متباينة لأنديتنا الوطنية !!؟ فالرجاء تتعادل بعقر الدار. والوداد تحرج الأهلي بغياب الجمهور. والرابح الأكبر كان الماص بالفوز في أول المشوار. فريق الرجاء وفي ظل زوبعة المشاكل التي مر بها والمتجهة نحو الانفراج بشكل تدريجي بعد رحيل فاخر وقدوم بالاتشي ومساع حثيثة لإدارة الفريق لإخراج النادي من نفق مسدود، لم يكن بمقدوره أن يحقق أكثر من تعادل سلبي على خصم عنيد جاء من الكاميرون بقيادة المساعد عبد اللطيف جريندو الذي دافع عن اختياراته في هذا اللقاء، بعدما ظهر للجميع أن الرجاء لن يكون قادرا على إكمال مسيرته في المسابقة إن لم تقم إدارة الرجاء بالتدخل السريع من أجل تعزيز التركيبة البشرية للفريق الأخضر، في انتظار أن يظهر المفعول السحري للمدرب الجديد.. جماهير الرجاء أظهرت قلقها جراء الأداء المخيب للنسور في أول مباراة برسم الموسم الجديد، وهي التي تنتظر من الفريق الكثير بعدما أصبحت تطالب الفريق باستقدام أغلى الكؤوس الإفريقية إلى خزينة النادي، لكن سحاب التشاؤم عاد ليخيم على جماهير الخضراء ليصل هذا التشاؤم درجة خطيرة حول إمكانية مواصلة الرجاء مشواره بعصبة الأبطال؟ تشاؤم متسرع للغاية من طرف الرجاويين لأن مباراة القطن الكاميروني ليست إلا البداية، ولن ننسى أن الاستعدادات الضعيفة والمشاكل التي عرفها البيت الأخضر كان لها دور في تلك النتيجة المخيبة للآمال، ومثل هذه النتائج لا تستمر على الدوام.!؟ أما عن فريق الوداد، فلربما كأن أفضل حالا عندما خاض أول مباراة له خارج الميدان، ولو أن القرعة أوقعته في مواجهة ساخنة وحمراء مع الأهلي المصري الذي توج مؤخرا بطلا لمصر. ومع ذلك كان الوداد قريبا من العودة بفوز تاريخي من قلب القاهرة، وحتى نتيجة التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق لم تكن سيئة، وبها استطاع زملاء ياجور أن يحرجوا نادي القرن الإفريقي ومدربه البرتغالي، هذا الأخير لم يجد مبررا مقنعا سوى غياب الجماهير الأهلاوية عن اللقاء، بينما مدرب الوداد اعترف بأن فريقه كان الأفضل نظرا للجاهزية التي يتمتع بها أصحاب الأرض، وأن خطف نقطة من الأهلي وتسجيل ثلاثة أهداف في مرماه نتيجة جد إيجابية، وتبعث على الاطمئنان في بداية مشوار فريق في طور البناء. فالوداد يعي جيدا أن لقب عصبة الأبطال يعني الكثير بالنسبة له، لذلك فإنه لم يصرف 800 مليون سنتيم ويتعاقد مع دوكاستيل فقط لانتزاع الدرع المغربي، فطموح الوداد بات بناء فريق قوي قادر على تحويل وجهة الكأس إلى القلعة الحمراء لتجاور اللقب الوحيد، خاصة وأن اللقاء القادم بملعبه وأمام أضعف فرق المجموعة، مما يمنحه إمكانية تصدر مجموعته في حالة الفوز وانتهاء مباراة القمة بين الترجي التونسي والأهلي بالتعادل، شريطة أن لا يفرط لاعبو الوداد في الثقة جراء تعادلهم الثمين لأن الثقة الزائدة قد تنهي مسار الفريق في ظل تواجد أقوى فريقين بمصر وتونس على الخط. أما ثالث الثلاثة، فقد عاش لاعبو المغرب الفاسي ليلة صفراء بعدما تمكن من تحقيق أول فوز له بدور المجموعات في قمة مغاربية وضعته مع شبيبة القبائل المتوج بلقب كاس (الكاف) في ثلاث مناسبات، ولكن أبناء رشيد الطاوسي حققوا فوز متأخرا مكنهم من استهلال مسارهم القاري على أكمل وجه، بداية تؤكد الدور الذي يلعبه الإطار الوطني في النتائج التي حققها الفريق بوصافته للرجاء بالدوري ووصوله إلى هذا الدور المتقدم، علما أن حظوظ النمور الصفر باللقب أصبحت أقرب من أي وقت مضى لخلافة الفتح الرباطي على عرش المسابقة، وتحقيق أول لقب على المستوى القاري للفريق الفاسي بعدما بات الممثل الوحيد للكرة المغربية في بطولة (الكاف).!؟ هنا علينا أن نذكر أن توقف البطولة الوطنية قبل أزيد من شهر ونصف أثر سلبا على أنديتنا في ظل استعداداتها «المتواضعة»، وقد لا يكون مكان التربص مشكلا كبيرا سواء أو عدم انسجام بعض العناصر الحديثة العهد بالفريق.. فالأمر الذي لم تنتبه له الأندية هو نوعية الاستعداد للمنافسات الإفريقية، وبالتالي لم يكن مجديا أن يواجه الماص الوداد أو أن يلعب الرجاء ضد فريق هاو، وهو ما حصل!؟ جاء هذا بدل أن تبحث أنديتنا عن فرق من الكاميرون، ساحل العاج، تونس، الجزائر.. فرق كانت لتمنح أنديتنا الشيء الكثير لتقارب مستواها وطريقة لعبها مع الخصوم، وتمنحها تنافسية مفقودة وأقوى بكثير من مواجهة حسنية أكادير أو فتح أنزكان أو الفتح الرباطي.