طوت فرق القسم الثاني بمجموعة النخبة في كرة القدم صفحة موسم آخر في مطلع الألفية الثالثة. وأفرزت المنافسات عموديا صعود فريقي شباب قصبة تادلة وشباب الريف الحسيمة الى حظيرة الكبار في إنجاز تاريخي غير مسبوق، شباب قصبة تادلة تألق متحديا عدة إكراهات حيث يفتقر إلى ملعب وأجرى كل مبارياته بعيدا عن مدينته القصيبة وبتحد كبير لم يمكث أكثر من موسم واحد في القسم الثاني. وبدوره فريق أبناء الحسيمة يحرز مقعدا في القسم الأول محققا حلما راوده خلال أكثر من نصف قرن من الزمن. ------------------------------------------------------------------------ وشهد الدوري الوطني بالقسم الثاني في مجموعة النخبة تسجيل 627 هدفا في 324 مباراة بمعدل 1.93 هدفا في كل مباراة، وتميز فريق اتحاد تمارة بأقوى هجوم موقعا 39 هدفا متبوعا بفرق اتحاد المحمدية، النادي المكناسي، شباب هوارة، وقد وقع كل منهم 38 هدفا. وبرز فريقا شباب قصبة تادلة وشباب الريف الحسيمة بأقوى دفاع حيث لم تستقبل شباك كل منهما سوى 23 هدفا، وظهر فريق نهضة سطات بأكبر عدد من التعادلات، تعادل في 17 مباراة كما تعادل فريق النادي المكناسي في 16 مباراة والطاس في 15 مباراة. وفي الأسفل لم يصمد فريق شباب أطلس خنيفرة وظهر ضيفا خفيفا قضى موسما واحدا فقط في القسم الثاني وعاد الى مجموعة الهواة. ولنزوله ما يبرره لأنه بدون ملعب وكان مضطرا لاستقبال منافسيه في ملعبي مكناسوإفران وبدون استقرار في طاقمه التقني. فقد أنهى فريق شباب خنيفرة الموسم في الرتبة السابعة عشر برصيد 40 نقطة مسجلا إحدى عشر فوزا ومتعادلا في سبع مباريات ومنهزما في ثمانية عشر لقاء. وفي نفس المدار في القاع ركن فريقا الاتحاد القاسمي ونهضة سطات رغم تاريخهما وتجربة السنين في القسمين الأول والثاني. فريق الاتحاد القاسمي لازم الأسفل منذ بداية الدوري وظل بدعم شبه منعدم في مدينة سيدي قاسم يقوده عزيز العامري رئيسا وفي ذات الوقت مدربا لفريق الجيش الملكي، ووجد هذا الفريق الملقب ب(مول العود) وحيدا يواجه مشاكله بعد أن نعم بعطف ودعم عائلة «الدليمي»، أحمد ووالده بالحسن؟ وبعد ثلاثة عشر سنة عن إنزلاقه من القسم الأول وركونه في القسم الثاني يندحر اليوم في اتجاه مجموعة الهواة مترجما عمق المعاناة. والنهضة السطاتية في هذه المرة لم تسلم الجرة وبعد صراع مع الجاذبية في المواسم الأخيرة كتب لها أن تسقط في ملعب إفران بعيدا عن مسقط الرأس. وليس غريبا أن ينزل الفريق السطاتي يديه بعد تراجع مستوى وقيمة التسيير وتراكم المشاكل وانقطاع التواصل مع المحبين والجمهور، وتابعنا كيف تعذز على مجموعة من السطاتيين الغيورين الإنخراط في فريقهم نتيجة صراع طاحن مع مسؤولي «النهضة». وحتى الدعم المادي والمعنوي الذي استمتع به الفريق في عهد ادريس البصري انقطع. نعم، دعم ارتبط بوجود الوزير القوي ادريس البصري حيث كانت المنصة الرسمية في المركب الرياضي لمدينة سطات تفيض بالراغبين في لقاء سعادة الوزير، وللتقرب منه يعطفون على النهيضة ويكرموها بسخاء كبير وضمنهم رجال سلطة من مواقعهم يجمعون بدورهم تبرعات للفريق. ومع تغير الحال بقي وحده الرئيس السابق «رشيد عزمي» وفيا لحبه ولوصية والده الراحل أحمد عزمي استمر في الدعم الى أن لمس أن الفريق في الطريق الى النزول؟ والآن وبعد أن سقطت «النهيضة» فهل يتحرك السطاتيون؟ اعتقد أن مونديال كرة القدم شغل الرأي العام الرياضي أكثر عن الأحداث الرياضية الوطنية؟ هل يطرح ملف الفريق للنقاش والوقوف على أسباب التراجع في التسيير؟ وهل تمجد «النهيضة» في سطات من يسأل عن حالها. فريق النهضة السطاتية وغيره من المؤسسات الرياضية العريقة في كرة القدم لا ينبغي الاكتفاء بجمع عام عابر وروتيني لطرح واقعه ومناقشة وضعه لأن مكوناته في حاجة الى مؤتمر لتشريح الجسد وكشف مواقع الألم والوقوف على أسباب النكسة ومن كان وراءها؟ نزول الاتحاد القاسمي ونهضة سطات حدث غير عادي، فهل يحرك المدينتين أم ستستمر مؤامرة الصمت؟