رحل المفكر سيد القمني عن هذا العالم مخلفا وراءه زخما فكريا مهما في نقد الإسلاموية وضحد مقولاتها، وقد رحل بعد صراع مرير مع خفافيش الإسلام السياسي الذين اقتادوه إلى المحاكم و حاصروه وهددوه بالقتل، ولكنه بقي صامدا مدافعا عن قيم العقل والتقدم إلى آخر رمق. سيد القمني من مواليد 13 مارس 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، معظم أعماله الأكاديمية تناولت مناطق شائكة في التاريخ الإسلامي. البعض يعتبره باحثًا في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية والبعض الآخر يعتبره صاحب أفكار اتسمت بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي، بينما يعتبر السيد القمني نفسه يتبع فكر المعتزلة. وللقمني عدة مؤلفات، منها "النبي إبراهيم والتاريخ المجهول"، و"حروب دولة الرسول"، و"قصة الخلق"، و"النسخ في الوحي"، و"الحزب الهاشمي"، و"العرب قبل الإسلام"، و"السؤال الآخر"، و"النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة"، و"الجماعة الإسلامية رؤية من الداخل"، و"أهل الدين والديمقراطية"، و"رب هذا الزمان"، و"الأسطورة والتراث". فاز القمني بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009، الأمر الذي لم يلق ترحاب الإسلاميين.