جمعية شباب«مقاولتي» تؤكد على ربط جسور التواصل بين الشباب بتنسيق مع الفاعلين الاقتصاديين المحليين والمتدخلين في مجال المقاولة، دشنت جمعية شباب»مقاولتي» بقلعة السراغنة أولى أنشطتها، بتنظيم مؤخرا، لقاء تواصلي تحت شعار: أهمية المقاولات الصغرى في استراتيجيات التشغيل، بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات. وقد عرف هذا اللقاء الذي يستهدف بالأساس الشباب الراغب في خلق المقاولة، حضورا لا بأس به من طرف المهتمين، وذلك نتيجة الحملة الدعائية المسبقة والتعبئة التي خصصت للفئة المستهدفة. وبعد الكلمة الترحيبية لرئيس الجمعية عبد الرزاق بهلاوي بالمشاركين في هذا اللقاء، والتي تكفل بها رئيس الجمعية عبد الرزاق بهلاوي، تناول رشيد القاسمي الكاتب العام للجمعية من خلال كلمته المراحل التي واكبت برنامج «مقاولتي» وكيف أضحى رغم كل الصعوبات والإكراهات التي رافقته فرصة لامتصاص العاطلين، مشيرا، إلى تبني الدولة لهذا الخيار كحل إجرائي لمجابهة الوضع القائم،وإلى الطفرة التي أحدثتها المقاولات الناشئة وسط عينة مهمة من الشباب ومحيطهم الاجتماعي. ومن جانبه، أبرز حماد لعرج مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءاتANAPEC أهمية الانخراط في برنامج «مقاولتي» لما يوفره من آليات وميكانيزمات لدى الراغبين في إنشاء المقاولة أو ذوي الحس المقاولاتي، مشيرا، في خلال مداخلته، إلى أهمية الاستفادة من برنامجين موازيين آخرين ترعاهما الوكالة هما برنامجا «إدماج وتأهيل»، موضحا، أن الأول يوفر الاستفادة من الإعفاء من واجبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي CNSS لمدة عامين في حالة اعتماد تكوين لواحد من العمال ولسنة إضافية في حالة ترسيمه، فيما يهم الثاني المقاولات الناشئة وتمكينها من الوسائل اللوجيستية والإجرائية لكسبها القوة والمناعة اللازمتين. وفي ذات السياق، أبرزت ممثلة المركز الجهوي للاستثمار، المساعدة التي يوفرها المركز في إطار الرعاية، إذ يتبنى مصاحبة المقاولات الفتية التي لم تتعد ثلاث سنوات، كما يقف على خط التدخلات مع المصالح الإدارية كلما استدعى الأمر ذلك، أو عاق عائق إحدى المقاولات المستحدثة شريطة أن يكون في بدايته وألا يتعارض مع القوانين المعمول بها. كما تفاعل الحضور مع مقترح في غاية الأهمية يعمل المركز جاهدا من أجل بلورته هو إحداث منطقة حرفية بالجهة تهم المستفيدين من برنامج مقاولتي ويتم بموجبه توفير محلات للذين أثقلت كاهلهم سومات الكراء أمام حالات الأزمة والركود الاقتصادي. وخلال مداخلته أثناء اللقاء، أثار ممثل البنك الشعبي لإنشاء المقاولات، الصعوبات التي يلاقيها المقاولون الشباب خاصة إشكالات تسديد الديون المترتبة عن نشاطهم ، وكذا ضعف أغلبية المقاولات الناشئة وهشاشتها أمام وضعية المنافسة الشرسة، مشيرا كذلك إلى أن الإخفاق في تدبير بعض المشاريع ليس دليلا على الفشل الدائم والنهائي، بل يمكن أن يشكل حافزا للنجاح ولكسب المناعة اللازمة إذا ما تم استثماره العبر منه، قصد تدبير أمثل وناجع لمقاولات أخرى بخصوصية مغايرة. وختم اللقاء بمداخلة رشيد الطاهري ممثل غرفة التجارة والصناعة والخدمات بقلعة السراغنة، والمشرف على شباك مقاولتي والقائم على إعداد كل الدراسات التي استفادت من التمويل البنكي، وقد تركزت مداخلته على ثلاث نقاط رئيسية، النقطة الأولى تناولت دور الغرفة في عمليات الإحداث والمواكبة والتتبع والذي يتأتى من خلال اعتماد منهجية علمية لإنشاء هذه المقاولة، وتشخيص أولي لكل مقاولة على حدة، ودراسة وضعية المقاولات المستهدفة إضافة إلى تنظيم لقاءات تحسيسية لفائدة هذه المقاولات، والقيام بزيارات ميدانية للوقوف على مكامن القوة والضعف لديها والقيام بزيارات ميدانية للوقوف على مكامن القوة والضعف لديها. فيما همت النقطة الثانية، قيام الغرفة بعملية تشخيص لعشر مقاولات ناشئة بإقليم الرحامنة ومن خلاله تم الوقوف على وجود طاقات كامنة لدى جل المقاولين أصحاب المشاريع. وإرادة حقيقية لولوج عالم المقاولة، وبالمقابل هناك غياب الرعاية المتعارف عليها في المجال المقاولاتي مما يجعلها هشة أمام الإكراه المجابهة، و نقص حاد في الرأسمال الرائج. وركز المتدخل في النقطة الثالثة على الإجراءات الكفيلة للنهوض بالمقاولة الناشئة وقد أشار في هذا السياق إلى ضرورة تكوين المقاولين الشباب واستخراج الطاقات الدفينة ودعم الرأسمال المتحرك للمقاولات الوليدة، وضرورة فتح أبواب التواصل فضلا عن تمكين هذه المقاولات من المناولة. وقبل ختم مداخلته، أشار رشيد الطاهري إلى أنه سوف يتم تطعيم شباك مقاولتي ب 6 عناصر جديدة ستكون رهن إشارة كل الباحثين عن خوض تجربة إحداث المقاولات والانخراط الفعلي في برنامج مقاولتي. يذكر أن هذا الشباك قد ساهم منذ إحداثه سنة 2006 في دعم الشباب الراغب في إقامة المقاولات وذلك من خلال المصاحبة حيث أودع 70مشروعا مقاولاتيا لدى الأبناك استفادت منها36مقاولة من التمويل، كما أن أصحاب مشاريع تمكنوا من الاستفادة تكوينات حسب اختصاصاتهم وأقاموا بعدها مقاولات اعتمادا على إمكانياتهم الذاتية، همت قطاعات الفلاحة ، البناء، الصناعة الغذائية والخدمات. وقد خولت هذه الميزة الشباك المرتبة الأولى على صعيد جهة مراكش تانسيفت الحوز. ويؤكد اللقاء التواصلي لجمعية شباب»مقاولتي» على ربط جسور التواصل والتعارف بين الشباب المقاولاتي وجس نبض المشاريع المنجزة حديثا وكذلك تشجيع المترددين من الشباب المعطلين على الدخول في هذا المسار كخيار صائب إذا ما وفرت له كل وسائل التتبع والاحتضان.