«الكتائب» تتصدى بقوة لهجمة الثوار الليبيين على طرابلس أبلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما نظيره الروسي ديمتري مدفيديف أول أمس الاثنين أن بلاده مستعدة لدعم مفاوضات تؤدي إلى انتقال ديمقراطي في ليبيا، شرط أن يتنحى الزعيم معمر القذافي. وقالت الرئاسة الأميركية في بيان انه خلال اتصال هاتفي، «شكر الرئيس اوباما للرئيس مدفيديف جهود الوساطة التي تبذلها روسيا في ليبيا، وشدد على استعداد الولاياتالمتحدة لدعم مفاوضات تؤدي إلى انتقال ديمقراطي في ليبيا إذا تنحى القذافي». وتسعى روسيا إلى أداء دور الوسيط في النزاع في ليبيا، وأكدت أنها تختلف مع تفسير الحلف الأطلسي لبنود قرار مجلس الأمن الرقم 1973. لم تستعمل موسكو حق النقض في مجلس الأمن في فبراير الماضي، ولكنها امتنعت عن التصويت على هذا القرار، الذي سمح لقوات الحلف الأطلسي بالتدخل ضد نظام العقيد القذافي باسم حماية المدنيين. وقد يتم التطرق إلى الملف الليبي الأربعاء خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى البيت الأبيض، والتي «رحّب بها» أوباما وفق الرئاسة الأميركية. وخلال الاتصال الهاتفي، تطرق اوباما ومدفيديف أيضا إلى ملف ناغورني قره باخ، المنطقة الانفصالية في اذربيجان، وحيث تتولى روسيا وساطة أيضا، كما إلى ملفي السودان وأفغانستان بحسب المصدر نفسه. ويواجه هجوم الثوار الليبيين في تقدمهم باتجاه طرابلس مقاومة القوات الموالية للعقيد معمّر القذافي، فيما أقرت فرنسا أنها مررت «رسائل» إلى النظام الليبي من دون إجراء مفاوضات مباشرة. وفي نيويورك، استبعد موفد الأممالمتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب حلاً سياسيًا قريبًا في ليبيا، وقال إن «عملية التفاوض بدأت، ولكن ويا للأسف فإن مسار إيجاد حل لا يزال طويلاً جدًا». وشنّ ثوار الجنوب الغربي هجومًا الاثنين على بعد 20 كلم تقريبًا من خط الجبهة، فيما أطلق أنصار القذافي عددًا من القذائف منذ الفجر، بحسب مراسل فرانس برس. وقال رضوان القاضي المسؤول في مركز مفتوح لوسائل الإعلام في ككله «استغرقت المعركة أربع ساعات» ولم توقع ضحايا. ويستهدف الثوار بلدة السبعة على بعد 17 كلم من الجبهة والأخيرة قبل غريان التي تعتبر مدخلاً استراتيجيًا إلى طرابلس. وقال العقيد جمعة إبراهيم قائد المركز العملاني العسكري في المنطقة «نستعد للسبعة، لا نعلم متى، ولكن سيكون هناك معركة» قريبًا جدًا. وستكون هذه المعركة اقسى من سابقاتها، فللمرة الأولى يستعد ثوار الجبال لمهاجمة مدينة فعلية. وتضم السبعة عائلات كبرى قريبة من معمّر القذافي، إضافة إلى قاعدة عسكرية كبيرة. والأحد، اصطحبت السلطات الليبية الصحافيين الأجانب إلى هذه المدينة ليطلعوا على استعدادات السكان الذين اقسموا أن «الجرذان» لن يمروا، في إشارة إلى الثوار. وقال رئيس بلدية المدينة حمودة مختار سالم «نحن جاهزون للمعركة، تم تسليح السكان، لا نخاف لا الحلف الأطلسي ولا من يسمّون أنفسهم ثوارًا». وبعد أسابيع من الجمود في النزاع، شنّ الثوار هجومًا في 6 يوليو من الجبال في جنوب غرب طرابلس، وسيطروا على قوالش. كما هاجموا على الساحل متقدمين إلى وسط زليتن على بعد 150 كلم شرق طرابلس. على هذه الجبهة، قتل أربعة ثوار، وأصيب 22 بجروح ليل الأحد الاثنين في معارك في إحياء زليتن على بعد كيلومترات من وسط المدينة، بحسب بيان للثوار تلقت فرانس برس نسخة منه الاثنين. في الوقت نفسه أقرت فرنسا أنها تقوم بتمرير «رسائل» إلى نظام الزعيم الليبي معمّر القذافي «لكن لا توجد مفاوضات مباشرة» بين الجانبين، على عكس ما أعلن نجل القذافي. وقال سيف الإسلام في مقابلة نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية «الحقيقة هي إننا نجري المفاوضات الحقيقية مع فرنسا، وليس مع الخوارج والمتمردين، الذين خرجوا عن ولي الأمر وعلى الملة». ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الاثنين أن «فرنسا تؤيد حلاً سياسيًا كما كررت دائمًا. لا توجد مفاوضات مباشرة بين فرنسا ونظام القذافي، لكننا نمرر له رسائل، فيما نتصل مع المجلس الوطني الانتقالي وحلفائنا». وأضاف «هذه الرسائل بسيطة، ولا لبس فيها» أي حل سياسي «يمر عبر انسحاب القذافي من السلطة وتخليه عن كل دور سياسي». غير أن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه لمح إلى أن القذافي قد يبقى في طرابلس بعد وقف إطلاق النار وبدء الحوار. وقال لونغيه في برنامج إذاعي وتلفزيوني على محطتي «بي اف ام تي في» وراديو مونتي كارلو «سنوقف القصف ما أن يتحدث الليبيون مع بعضهم، ويعود العسكريون من كل الأطراف إلى ثكناتهم بما أننا برهنا على انه لا يوجد حل بالقوة».