بعد ركود غير معهود في سوق الانتقالات الصيفية خلال الموسم الحالي، فجر الوداد البيضاوي مفاجأة من العيار الثقيل بتعاقده مع ثلاثة لاعبين من أبرز العناصر المعروفة بالبطولة الوطنية، فالكل يعرف قيمة ياسين لكحل كمهاجم قوي سيضيف الكثير لهجوم الوداد رغم استبعاده المثير للجدل من تشكيلة المنتخب الأولمبي، في حين أن قدوم هشام العمراني للوداد سيعزز من صلابة قلب الدفاع إلى جانب الخاليقي، وقد تكون صفقة القديوي أقل من مثيلاتها لتراجع مستوى مهاجم الجيش الملكي، علما أن هذا الأخير كانت تحت مجهر الأهلي المصري بتوصية من مدربه السابق في الوحدة السعودي، لكنه عاد ليقرر اللعب داخل أرض الوطن رفقة أحد قطبي الكرة البيضاوية. الصفقات الثلاثة أرضت الكثير من الوداديين الذين بدؤوا في نسيان موجة الغضب العارم التي شنوها على رئيس الوداد شهور قليلة، وحتى خبراء الرياضة استبشروا خيرا بهذه الصفقات التي ستعيد لكتيبة دوكاستيل توازنا افتقدته في الموسم الماضي، لكن الجوانب السلبية قد لا تبدو ظاهرة للعيان في ظل فرحة بوصول الثلاثي الجديد إلى القلعة الحمراء، ولن نستبعد أن تثور جماهير الوداد من جديد في حالة لم تصنع هذه الانتدابات الطنانة فارقا كبيرا عن الموسم الماضي، وأكيد أنها ستطالب أكرم بالرحيل!!؟ إدارة الوداد أنفقت 600 مليون للتعاقد مع ثلاثة لاعبين جدد، وهذا يأتي بعدما كان الوداد قد أظهر نوعا من التقشف بسبب الأسعار الملتهبة، وجعله ذلك يتوجه إلى السوق الإفريقية للبحث عن العصفور النادر، دون أن ننسى أن مسؤولي الوداد لجؤوا إلى تجريب لاعبين أجنبين من الدوري الفرنسي والبلجيكي، لكنها تناست أنها دخلت الميركاتو العام الفارط بقوة حيث صرفت أموالا كبيرة في صفقات لم تقدم الكثير، وتناست أن الوداد كنادي عريق له لم يعد يول اهتماما يذكر بالفئات الصغرى والشابة، وأن مدرسة باتت مجرد متنفس يمارس به الأطفال والفتيان رياضتهم المضلة، في حين كان بإمكانها أن تغدو منبعا يمول الفريق الأول باللاعبين بدل التسابق نحو شراء لاعبين جاهزين بأثمنة خيالية. ليس الوداد فقط المعني بالأمر، فالأندية الكبيرة كالرجاء والجيش بدورها أصبحت تتهافت وراء اقتناص لاعبين جاهزين من الفرق الأخرى، وهو ما ظهر فشله بالفريق العسكري الذي قام بتسريح 14 لاعبا دفعة واحدة، بعد دخولهم ضمن القائمة السوداء لمصطفى مديح، وهو شيء يبين فشل سياسة الجيش في التعاقد مع اللاعبين الجاهزين الذين أصبحوا مثل (الهامبرغر)، خاصة وأن الفريق العسكري لا يتضرر كثيرا من الناحية المادية وقادر على توفير الأموال اللازمة للرجوع إلى سياسة أثبتت فشلها الذريع، والدليل ما وصل إليه نادي العاصمة الموسم من تراجع كبير في الأداء وضعه في المركز السادس في ترتيب الموسم الماضي. أكيد أن الرجاء قد بدأ تدريجيا في التخلي عن سياسة الصفقات الكبيرة، فالكل يرى أن صفقاته إلى حد الآن، كانت جد محتشمة ولم تصل إلى مستوى تطلعات جماهير الفريق، ووسط تسونامي ضرب شواطئ القلعة الخضراء مؤخرا بطرد مدرب الفريق محمد فاخر للمباركي ومتولي وإبعاده للعلودي نهائيا من مفكرة الرجاء، قبل أن يطرد نفسه، ويترك الفريق الأخضر في خضم بحر من المشاكل، لا لشيء .! سوى أن إدارة البطل رفضت تعزيز صفوف الفريق حسب لائحته الخاصة!!؟ وفي المقابل طالبت الإدارة منه أن يستعين بفريق الأمل وتصعيد أبرز الأسماء الشابة إلى الفريق الأول، وهي سياسة بدأ الفريق في نهجها في السنوات الأخيرة وإن كانت ثمارها تتأخر عن موعد القطاف، لكنها أكثر نجاعة من الذهاب في رحلة تسوق من (سوبرماركت) لأندية البطولة الوطنية التي رفعت من سقف مطالبها المالية مقابل التخلي عن لاعبيها الجاهزين (الهامبرغر). السؤال هو: هل تستفيد الوداد من أخطاء الجيش، وهل يكرر الجيش نفس السيناريو وهل سيستمر الرجاء في سياسته أم يبحث عن حل سريع..؟