الخرجات الإعلامية المتكررة للرئيس الجزائري صارت مناسبات للسخرية من حجم الغباء الذي يعبر عنه الرجل، وأيضا من حجم العقد المرضية التي يعاني منها تجاه المغرب. لا يجمع تبون صحافة بلاده إلا لتقيؤ اتهاماته البليدة في حق البلد الجار، وكأن شعبه ليست له انتظارات أو أسئلة أخرى غير ذلك… هذه المرة لم يجد الرجل سوى منتخب كرة القدم ليلمح إلى كون دولة تريد تحطيم معنوياته أو أنها تتآمر على المدرب بلماضي، والكل فهم التلميح وإشارة يديه، كونه يعني مرة أخرى المغرب… وبطريقته الانفعالية والصبيانية، لم يتردد في إبداء استغراب آخر لا يقل بلادة عن مضمون باقي تصريحاته، وهو أن دولة (ومرة أخرى هو يلمح للمغرب)، تتمنى ألا يسقط المطر في الجزائر… هل يعني هذا أن لجارنا الشرقي فعلا مشكلة سياسية ما معنا؟ أم أن كامل الحكاية تتعلق بوجود نظام عسكري غارق في التكلس والحمق، ولم يعد له شغل سوى معاداة المغرب واستهدافه بأي طريقة؟. عندما نستعرض عشرات التصريحات، الصادرة عن تبون أو لعمامرة أو باقي الجينرالات والأبواق المسخرة، ونتمعن في الكلام الذي يرددونه عن المغرب والمغاربة، يحق لنا أن نوجه السؤال إلى كل النخب الجزائرية العاقلة، وإلى كل العارفين عبر العالم: ماهي مشكلة الجزائر بالضبط مع المغرب؟ وماذا يؤاخذ به النظام الجزائري البلد الجار؟ ولماذا كل هذا العداء والحقد؟ هذا استفهام جوهري فرضه خواء كل ما يصدر عن الماكينة الدعائية والديبلوماسية لجارنا الشرقي، وبات الجميع يستغرب لذلك فعلا. المغرب يعمل لاستكمال وحدته الترابية، ويدافع عن مغربية صحرائه، ويرفض الانفصال وتمزيق سيادته الوطنية، وأين يضر كل هذا الجزائر؟ وحتى إذا جارينا الخطاب الرسمي الجزائري واعتبرنا الموقف نابع من دعم (حركة تحرر)، فهل الأمر يفسر فعلا كامل هذا العداء؟ ولماذا لا تمارس الجزائر ذات السلوك وبنفس الحجم من العدوانية تضامنا مع الشعب الفلسطيني مثلا؟ أو ردا على كل الإهانات الأخيرة التي تلقتها من فرنسا؟ المواقف السياسية للدول تستحضر أيضا السياقات كلها وتحولات الوقائع والظرفيات، لكن بالنسبة للنظام العسكري الجزائري استمر العداء للمغرب لعقود طويلة ومتواصلة، وبات الجميع مقتنعا أن الأمر لا يعني تضامنا أو انخراطا مبدئيا في موقف سياسي، وإنما هو تجسيد لحرب استراتيجية هدفها تدمير المغرب وتجريده من كل مقومات سيادته، وضرب مصالحه الوطنية والاقتصادية والإستراتيجية، ومقابل ذلك امتلاك قوة إقليمية تنفرد بالمنطقة وتحدد مستقبلها. عندما لا نخجل من اتهام المغرب بالمؤامرة على منتخب كرة القدم ومدربه، وبأنه لا يتمنى حتى نزول المطر في الجزائر، أو أنه كان وراء اشتعال حرائق في الغابات، أو نصور معارك ومواجهات متخيلة، حتى ولو لم يصدقها أحد في العالم، أو نختلق قصص مقتل مواطنين من لدن قوات مغربية، ومن دون أي إثبات….، عندما تقترف كل هذا، فالهدف يصير هو استهداف المغرب وتوريطه، وليس إبداء أي تضامن مع أي كان… في كل الأحوال، المغرب يستمر في التحلي باليقظة والصرامة تجاه كامل هذا الحقد الجزائري الباتولوجي، ويصر على حماية أرضه وحدوده وترابه الوطني، وهو أيضا يواصل إنجاح مختلف دينامياته التنموية والتأهيلية والديموقراطية والإستراتيجية، ولا يجاري حمق عسكر الجزائر وجنونهم الصبياني. محتات الرقاص