خبران أنتجهما قطاع الصحافة في بلادنا هذه الأيام ويفعلان في مسيرته وفي المنظومة المهنية، وهما يرتبطان بشخصين من المهنة ويفعلان فيها، كل من موقعه وبأسلوبه: غادر محمد عبد الرحمان برادة كرسي الرئاسة في «سابريس»، وليس الأمر مجرد تغيير في الكراسي أو تطبيق لسلوك إداري طبيعي في «سيستيم» المسؤولية والتدبير، إنما الأمر يمثل انتقالا من مرحلة إلى أخرى. الرجل كان المؤسس، الرجل كان التاريخ، الرجل كان منطلق المغامرة الأولى إلى جانب العديد من الكبار: علي يعتة، محمد اليازغي، حفيظ القادري، ومصطفى القرشاوي وآخرين... الرجل كان الشعار: جريدة لكل مواطن.. الرجل كان الشغف بالصحافة وبتطويرها وبمستقبلها.. الرجل كان في كل المحطات وفي مختلف التفاصيل.. الكثيرون وجدوا بفضل برادة، والكثيرون كبروا نتيجة دعمه وإسناده.. للرجل كثير صداقات في المهنة داخل المغرب وخارجه، وراكم الخبرة وسعة الأفق.. المهنة ستحفظ للسي برادة كبير الامتنان والعرفان، وسابريس ستبقى منتبهة لكفاءة الرجل ولدقة النظر وسعة الحب.. في «البيان» نحفظ للسي برادة وجوده في ذاكرتنا وفي تاريخنا ونرعى دائما الود والاحترام الذي جمعنا و...يتواصل. في هذه الأيام نفسها، غادر زميلنا وصديقنا خليل الهاشمي الإدريسي رئاسة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف إثر تعيينه مديرا عاما لوكالة المغرب العربي للأنباء. لقد رحب كثير من المهنيين، بمن فيهم من داخل الوكالة، بتعيين خليل على رأس لاماب، ونثق في مهنية الرجل وفي وضوح الرؤية لديه، وفي لياقة التعامل والأسلوب كناظم لسلوكه تجاه الآخرين، ونتطلع إلى أن ينجح في إخراج الوكالة من التيه، ويعيد الحماسة والاعتزاز لمهنييها. وفي نفس الوقت نأسف لكوننا كقراء سنفتقد خليل الصحافي وصاحب العمود اليومي... سنفتقد رشاقة الأسلوب وإبداعية الاختزال، وسنفتقد حرارة السجال ووضوح الأفكار... سنذكر رئيس الفيدرالية القادر على التضحية والتطوع، والقادر أيضا على صنع الأفكار وبلورة التوافقات الضرورية وإيجاد المخارج للأزمات ولمنغلقات الحوار والتفاوض... إن القطاع في المرحلة الراهنة في حاجة إلى أمثال سي برادة وخليل الهاشمي، ومن دون شك سيجدان السبل ليستمر تواصلهما وفعلهما في المهنة ومعها ويتواصل السند منهما والمشاركة في التفكير لمستقبل المهنة. إن استمرار سي برادة في «سابريس» قريبا من القيادة الجديدة سيتيح لنا وللمهنة استمرار الإنصات إليه، وان انتخاب زميلنا نور الدين مفتاح خلفا لخليل على رأس فيدرالية الناشرين سيساعدنا كلنا على مواصلة السير في ذات الأفق المرتكز إلى النهوض بالمقاولة الصحفية وتأهيل المهنة وتكريم المهنيين والتنظيم الذاتي واحترام أخلاقيات المهنة، والانتصار لقيم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحداثة. بالتوفيق ل «سابريس» ول «الفيدرالية»، ومودتنا للسي برادة ولخليل. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته