عادت أحداث الشغب والفوضى لتخيم من جديد على مدينة خريبكة وبالضبط بمنطقة البيوت، مساء يوم الثلاثاء الماضي، حيث تعرضت مقتصدية المكتب الشريف للفوسفاط للسرقة وإتلاف مجموعة من السلع والمواد الغدائية، والسطو على مبلغ مالي منها من طرف مجموعة من الشباب المحتجين، قبل أن يعمدوا ثانية إلى إضرام النار في حاويات المزابل والإطارات المطاطية، وإغلاق الطريق الفاصلة بين القرية المنجمية أبي الأنوار ومدينة خريبكة. كما عرفت مدينة حطان بدورها نفس الأحداث أول أمس الأربعاء. وأرجعت مصادر متطابقة، سبب هذه الأحداث، إلى عدم توصل مجموعة من أبناء العمال المتقاعدين بالمجمع الشريف للفسفاط، والمعتصمين سابقا لأزيد من 20 يوما أمام إدارة الفوسفاط بخريبكة، بالاستدعاءات من طرف إدارة الشركة، الخاصة بعملية تجميع الوثائق التي تخص إدماجهم في الشغل، بينما توصل شباب آخرون بهذه الاستدعاءات. وفي سياق متصل، عرفت مدينة بوجنيبة، مساء نفس اليوم، مواجهات بين العناصر الأمنية (الدرك الملكي، القوات المساعدة)، ومجموعة من الشباب المحتجين، بسبب عدم توصلهم بدورهم بنفس الاستدعاءات، حيث هاجموا مقر باشوية المدينة، قبل أن تتدخل السلطات الأمنية، مما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطرفين أغلبها في صفوف القوات الأمنية. وقد علمنا أنه تم اعتقال مجموعة من الشبان، تمت إحالتهم على النيابة العامة، بعد الاستماع إليهم في إطار البحث التمهيدي من طرف الضابطة القضائية. ولتلطيف الأجواء، تم فتح حوار مع مجموعة من الشباب المحتج، حيث تم إبلاغهم أنه سيتم توزيع حوالي 8000 استدعاء انطلاقا من يوم أول أمس الأربعاء. وكانت إدارة المجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، قد وعدت، عقب أحداث مارس وماي الماضيين، بفتح باب الشغل أمام أبناء القرى المنجمية، بعد توصل مصالح المجمع بأزيد من 30 ألف طلب شغل. وتعهدت بنشرلائحة نتائج المستفيدين من الإدماج في إطار برنامج «كفاءات المجمع» في أجل أقصاه 30 يونيو الماضي. لكن عدم التزامها بهذا التاريخ، وشروع إدارة الشركة في توزيع الاستدعاءات على البعض، أثار حفيظة الباقين، وخلق أجواء من البلبلة والفوضى، عجلت باندلاع هذه الأحداث. تجدر الإشارة، أن مدينة خريبكة عرفت أحداثا مماثلة، خلال مرحلتين، الأولى يوم 15 مارس الماضي، بعد احتجاج أبناء المتقاعدين ومطالبتهم بالشغل، والثانية يوم 14 ماي الماضي، بعد اعتصام رجال الحراسة الخاصة المكلفين بحراسة منشآت المكتب الشريف للفوسفاط، الذين طالبوا بترسيمهم، مما نتج عنه مواجهات مع السلطات الأمنية، أسفرت عن إصابة عشرات من رجال الأمن والمحتجين، واعتقال 15 شخصا، أحيلوا بعد ذلك على محكمة الاستئناف بخريبكة التي تواصل النظر في ملفهم.