لا بد أن عشاق كرة السلة ببلادنا تابعوا ما حدث في المباراة الفاصلة لنهائي البطولة الوطنية التي جمعت بين فريق الوداد البيضاوي والجمعية السلاوية، وانتهت لصالح قراصنة أبو رقراق بطريقة غير متوقعة ولا تتماشى مع قمة المقابلة التي جاءت بعد أن تقاسم الفريقان الانتصار في الإياب والذهاب، ليلجأ الفريقان إلى مباراة ثالثة من أجل تحديد هوية البطل حدد قبل البداية في مباراة انتهت بنهاية لم تنته!!؟ أجواء باردة في عز الصيف وحضور جماهيري لم يتجاوز 4 آلاف مشجع سلاوي بالقاعة التابعة للمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، علما أن مسؤولي سلا تنازلوا عن أحقيتهم التي يخولها لهم القانون بإجراء اللقاء الفاصل على أرضهم، جماهير أصابها الإحباط بعد أن علمت هوية البطل قبل البداية، وهي التي كانت تمني النفس بمشاهدة مباراة تسودها الروح القتالية من أجل الظفر بلقب البطولة ولكن بروح رياضية ومنافسة شريفة، وهو ما رفضه الوداد بعد أن نفذ وعيده. البعض وصف المباراة بالفضيحة التي وصمت بطولة السلة لهذا الموسم... لقد أفسد مسؤولو الوداد بلامبالاتهم ومحاولة الاحتجاج بطريقة لن يقال عنها سوى أنها غير رياضية ولا تمت للمنافسة الشريفة بأذنى صلة، حيث أن قرار المشاركة الشكلية وارتكاب الأخطاء الخمس من أجل مغادرة الميدان، جاء فقط لكي يبتعد مسؤولو الفريق الحمر عن قرار جامعي سيكلفهم النزول إلى القسم الوطني الثاني الذي ذاق مرارته ولا يريد تكراره من جديد، لكنهم عوض الانتفاض ضد أي عائق مهما كان والعودة لجو المنافسة على لقب لم يكن بالصعب أو المستحيل، أبدوا ذكاء حادا حينما نجحوا في الاحتيال على القانون، هذا الأخير واضح في مثل هذه المسائل. وعليه فإن عدم توفر الفريق على النصاب يعني بشكل تلقائي خروجه من المنافسة، وبالتالي حقق الوداد المراد لكن على حساب اسم ناد يعتبر من أكثر الفرق الرياضية عراقة ببلادنا. لقاء سيؤرخ أن فريق الوداد لكرة السلة دخل المباراة بستة لاعبين من العناصر الشابة التي لم تكن تحلم بالمشاركة إلا في مثل هذه المناسبات على ما يبدو، وأنه خاض اللقاء في غياب أي حافز لتحقيق الفوز مهما كانت العقبات وليس اللعب من أجل توقيف لاعبيه عبر الأخطاء الخمسة، وأن النتيجة التي وصلت إلى 50 مقابل 29 ما هي إلا طريقة يحتج بها الوداديون على أشياء قد تصح وقد لا تصح، فما بال إدارة الوداد تغامر بسمعة الفريق بمثل هذه الطريقة الساذجة؟؟؟ اليوم سيعقد الوداد ندوة صحفية من أجل شرح الأسباب التي دفعته إلى ذلك التصرف الذي سيظل غير مسؤول وينم عن عقلية هاوية لا تؤمن بأن الرياضة ربح وخسارة، بدلا أن تجعل من التحكيم شماعة لمبرراتها، حتى لو كانت محقة فيما قالت، فالوداد الذي لم يستسغ هزيمته في لقاء العودة بسلا احتجت بطريقته على عدم توصلها برد على الشكوى التي قدمها للجامعة الوصية على السلة المغربية بسبب «الأخطاء الفادحة» التي ارتكبها حكم مباراة الإياب، لكن فما دخل الفريق السلاوي والجماهير العاشقة للكرة البرتقالية لكي تفسد الوداد على البطل فرحته وعلى الجماهير الاستمتاع بالعرس المنتظر من أنصار الفريقين. اتهامات خطيرة من الوداد بكون ممثل سلا بات مدلل الجامعة ويحظى بمعاملة خاصة، واتهامات إن صحت فإنها ستكون ضربة قوية لجامعة السلة التي أدلت بدلوها عبر رئيسها الذي قال إن القانون سيحكم في هذه الحادثة وعلى مسؤولي الوداد أن يقدموا تبريرات مقبولة. يبدو أن مسؤولي الوداد تناسوا أن خصمهم السلاوي لا يحتاج لمساعدة من الجامعة أو من غيرها، فمسيرته الناجحة هذا الموسم تتحث عنه وهو الذي عانى من ضغط المباريات بين البطولة الوطنية وكأس العرش والبطولتين العربية والإفريقية، تؤكد أن فارس وادي أبي رقراق بالفعل يستحق أن يتوج بطلا للمغرب لكرة السلة لأنه أبان عن عقلية احترافية ودخل المنافسة شريفا وخرج شريفا، بفرحة سرقتها أيدي مسؤولي الوداد.