ستة لاعبين من الشبان، شارة سوداء على القميص الأحمر، كانت كلها دلالات قاطعة على إصرار فريق الوداد لكرة السلة على الاحتجاج على الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، والتي يرى فيها الفريق الودادي أنها تدلل فريق الجمعية السلاوية بشكل كبير. احتجاج فريق الوداد البيضاوي كان بطريقة ذكية، بالرغم من أنها لم تكن رياضية. ففريق الوداد احترم القانون وتحايل عليه في آن واحد، عندما لعب بخمسة لاعبين، كان همهم الوحيد هو حصد خمسة أخطاء لكل واحد في أسرع وقت ممكن، وبالتالي إنهاء المباراة في أسرع ممكن. وبهذا السلوك أنهى الفريق الودادي المباراة في ربعين، وبذلك يكون قد أعطى للحكم الفرصة لتطبيق القانون الجاري به العمل في كرة السلة، والذي يعطي للحكم الحق في توقيف المباراة قبل النهاية، وبهذا يكون فريق الوداد قد أنقذ نفسه من حكم النزول إلى الدرجة الثانية في حالة لو أنه قدم اعتذارا ولم يجر المباراة. قرار فريق الوداد يربطه المسؤولون عن الفريق بالفوضى الذي رافقت مبارة النهائي إياب التي احتضنتها قاعة البوعزاوي والتي انتهت بفوز الفريق السلاوي، والتي شهدت أخطاء تحكيمية وفوضى في التحكيم، وقد تم تقديم اعتراض خلال المباراة، ولكن الجامعة لم تتخذ أي قرار، الشيء الذي دفع بمسؤولي الفريق الودادي إلى المطالبة باجراء المباراة الثالثة والفاصلة في قاعة محايدة بالرغم من أن القانون كان يفرض إجراءها في قاعة البوعزاوي بسلا، إضافة إلى ذلك طالب فريق الوداد بطاقم تحكيم أجنبي، لكن هذا المطلب لم تتم الاستجابة إليه، وتم تنقيل المباراة الثالثة إلى قاعة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وتم اختيار الساعة التاسعة ليلا كتوقيت لإجرائها. وقد كانت هناك احتجاجات أيضا على التوقيت من طرف المسؤولين الوداديين «إن هذا التوقيت يعد تعجيزيا بالنسبة للجمهور الودادي للحضور بكثافة إلى قاعة مركب الأمير مولاي عبد الله، نظرا لغياب المواصلات في هذا التوقيت خصوصا عند نهاية المباراة». وفيما يخص الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة التي أصبحت طرفا أساسيا في هذه النهاية التي تعد فضيحة بكل المقاييس، وتضرب في الصميم مصداقية كرة السلة المغربية، فإن رئيسها دينيا رفض التعليق «لامجال للتعليق، سنعقد اجتماعا لدراسة المشكل، وسنضع أمام أعيننا القانون لاتخاذ الإجراء المناسب». وإذا كان المكتب سيتخذ الإجراءات المناسبة، فإن فريق الوداد يرى أن المكتب الجامعي لم يتخذ إجراءات كانت لازمة كضرورة إحضار الكأس إلى قاعة البوعزاوي خلال مباراة نهائي الإياب، والتي كان من الممكن أن ينتصر خلالها فريق الوداد، واعتبر الوداديون هذا السلوك حكما مسبقا على الوداد بالهزيمة. الوداديون احتجوا كذلك على اتخاذ إجراءات خلال اجتماع تقني لم يحضروه . وبعيدا عن السجال القانوني الذي سيفجر قضايا أخرى، وربما سيدفع بفرق أخرى إلى الدخول في سجال مع الجامعة الملكية المغريبة لكرة السلة حول «رعايتها» لفريق الجمعية السلاوية، فإن المباراة يمكن أن تدخل تاريخ كرة السلة المغربية كمباراة فضيحة، ويمكن أن تدخل كتاب غنيس للأرقام القياسية، لأنها انتهت في «ربعين»، وعرفت مستوى هزيلا لأنها دارت وببساطة بين فريق جمعية سلا الذي يشكل العمود الفقري للفريق الوطني، فريق حاصل على المرتبة الثالثة في البطولة الأفريقية الأخيرة ببنين، وحاصل على لقب وصيف في البطولة العربية الأخيرة، وبين فريق الوداد العائد مؤخرا من القسم الوطني الثاني، وإن كان في خزانته تسعة ألقاب، فانه حضر بستة لاعبين شبان، تعمدوا ارتكاب الأخطاء، وكان الهدف عدها لتصل إلى خمسة، وبالتالي مغادرة الملعب، وذلك ماكان، حيث توالى ارتكاب الأخطاء اللارياضية كان آخرها في بداية الربع الثالث لتنتهي المباراة مع انطلاقته، وليعلن عن انتصار فريق الجمعية السلاوية بالبطولة للمرة الثانية بحصة 50 مقابل 29 . انتصار لم تكن فيه من دلالة على الفرحة إلا رفع الكأس من طرف الفريق السلاوي، وحتى طريقة تسليم الكأس عرفت التسرع والفوضى، والتسابق من طرف أحدهم على تسليم الميداليات بالرغم من كونه ليس عضوا بالمكتب الجامعي، كما كان هذا الشخص السباق إلى محاولة تسليم الشيك إلى الفريق السلاوي، ولو فعلها لكانت فضيحة ستؤكد دفوعات محاباة الجامعة للفريق السلاوي، ولكان هناك إحراج كبير لرئيس الجامعة، الذي تدارك الموقف في آخر لحظة وسلم الشيك بيديه.