خطاب الأسد عمق الأزمة والسوريون يواصلون التظاهر حتى « إسقاط النظام» قتل سبعة أشخاص برصاص الأمن السوري الذي ساند متظاهرين موالين للنظام في مواجهات أول أمس الثلاثاء بينهم وبين محتجين مطالبين بإسقاطه، في حين وسعت القوات السورية حملتها قرب الحدود التركية لتشمل مدينة حلب، وأصدر الرئيس بشار الأسد قرارا ثانيا بعفو عام عن «الجرائم» المرتكبة قبل 20 من الشهر الجاري. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي لوكالة رويترز إن «الشبيحة» أطلقوا الرصاص على المحتجين في حمص وحماة وبلدة الميادين بمحافظة دير الزور وقتلوا سبعة مدنيين على الأقل وأصابوا عشرة بجروح. من جهته ذكر مقيم في بلدة الميادين أنه من الصعب قول من الذي بدأ أولا، لكن ناقلات جند مدرعة تابعة للجيش تحركت وسط مظاهرة مناهضة للأسد وأطلقت النار على الناس. كما أفاد اثنان من المقيمين في حمص بأن قوات الأمن أطلقت النار على المحتجين الذين نظموا مظاهرة في مواجهة الاجتماع الحاشد المؤيد للرئيس الأسد المدعوم بالشرطة السرية و»الشبيحة»، حسب قولهما. وأظهرت صور نشرت على مواقع الإنترنت تعرض المتظاهرين الثلاثاء في مدينة حمص لإطلاق نار من قبل الأمن السوري. وقال شهود في درعا إن قوات الأمن فتحت النار لتفريق عدة آلاف من المحتجين في الحي القديم من المدينة نزلوا إلى الشوارع في رد فعل على تظاهرة حاشدة مؤيدة للحكومة في منطقة المحطة. في غضون ذلك شهدت منطقة القابون في دمشق ضاحية عربين في ريف دمشق مظاهرات تطالب بإسقاط النظام، وذلك ردا على مظاهرات التأييد لخطاب الأسد. ميدانيا، قال نشطاء إن حملة القوات السورية قرب الحدود التركية وصلت إلى مدينة حلب، وأضافوا أن العشرات من طلاب جامعة المدينة اعتقلوا الاثنين كما اعتقل 12 بينهم إمام مسجد في قرية تل رفعت التي تقع في منتصف الطريق بين حلب والحدود التركية، وانتقد الطلاب في الحرم الجامعي خطاب الأسد. ونقلت رويترز عن شاهد عيان قوله إن الحواجز زادت على الطرق في حلب بشكل ملحوظ الاثنين، لا سيما على الطرق المؤدية إلى الشمال باتجاه تركيا. في غضون ذلك، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب الإسلامية إلى جعل يوم غذ الجمعة مساندة ودعم للشعب السوري بالاعتصام وأداء صلاة الغائب على الضحايا، داعيا في بيان له الشعب السوري وعلماءه ومفكريه إلى الصبر على «الظلم الذي ناله ويناله منذ عدة عقود». في المقابل أصدر الأسد اليوم عفوا عاما عن «الجرائم» المرتكبة قبل تاريخ 20 يونيو، ويعد هذا العفو الثاني الذي يصدره منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. وكان الرئيس السوري قد أصدر عفوا عاما في 31 ماي شمل معتقلين من جماعة الإخوان المسلمين والمعتقلين السياسيين. وجاء العفو الجديد بعدما قال الأسد في كلمته إنه شعر بأن العفو السابق «لم يكن مرضيا للكثيرين»، مؤكدا أنه «سيتم التوسع بالعفو بشكل يشمل آخرين دون أن يضر مصلحة وأمن الدولة ومصالح المواطنين». وتزامن العفو مع خروج آلاف السوريين في مدن عدة في مسيرات مؤيدة لخطاب الأسد، ورُفعت في المسيرات شعارات تقليدية تؤيد النظام وأخرى تندّد بمن سمّاهم «المخرّبين الذين استغلّوا التحرّكات الشعبية». وكانت توجيهات من حزب البعث الحاكم قد صدرت الاثنين الماضي عقب خطاب الأسد لكل العاملين في القطاع العام بالمشاركة في مسيرات تأييد للأسد ونظامه. في سياق ذي صلة نشر معارضون سوريون على الإنترنت ما قالوا إنه نسخة من تعميم صادر عن مدير أوقاف محافظة دير الزور إلى القائمين على الشعائر الدينية في المدينة والقرى التابعة لها يطلب منهم التجمع في 21 يونيو من أجل المشاركة في المسيرة المؤيدة، وحذر من عدم الالتزام تحت طائلة المساءلة. إلى ذلك استقبل الأسد الثلاثاء وفدا من أهالي مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب، ممن قيل إنهم ساهموا بحماية الممتلكات العامة والخاصة وحماية عناصر مفرزة أمن المدينة من القتل على أيدي «تنظيمات مسلحة» عبر إيوائهم في منازلهم والدفاع عنهم ونقلهم إلى أماكن آمنة. رسميا أيضا وضعت الحكومة السورية الثلاثاء مشروع قانون جديد للأحزاب السياسية على موقعها على شبكة الإنترنت لإطلاع المواطنين عليه وإبداء ملاحظاتهم ومقترحاتهم لاستكماله في صيغته النهائية. ويضم مشروع القانون 38 مادة، وتنص المادة الثانية منه على أنه يحق لمواطني سوريا تأليف الأحزاب السياسية والانتساب إليها، بينما منع تأسيس الأحزاب على أسسس دينية أو قبلية أو مناطقية أو فئوية. في غضون ذلك أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء أن السلطات السورية منحتها إذنا لدخول المناطق التي تشهد اضطرابات، وأن دمشق تبحث طلبا لها بتمكينها من زيارة معتقلين. وقال رئيس اللجنة جاكوب كيلينبرغر في بيان صدر بعد محادثات أجراها ليومين مع مسؤولين سوريين كبار بينهم رئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم إن المناقشات تركزت بشكل كامل على المسائل الإنسانية وكانت صريحة وعملية.