خلال استضافته في برنامج "نقطة إلى السطر" إغراق الدوائر الانتخابية بالمال وبروز ظاهرة شراء المرشحين والمرشحات يشكل خطرا حقيقيا على المؤسسات تصويت النزهاء والناخبين العازفين بكثافة يمكن أن يقلب النتائج رأسا على عقب ترشح الأمين العام لحزب الكتاب للانتخابات التشريعية بدائرة المحيط بالرباط لا يستهدف أحدا حزب التقدم والاشتراكية أبدى تشبثه بالكتلة الديمقراطية لكن الأطراف المكونة لها أعلنت موتها انحدار المد الإصلاحي داخل الحكومة وراء مغادرة حزب الكتاب لها أكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، يعتبر خطابا هاما على عادة الخطب السامية لجلالته، حيث شدد فيه جلالته، على أن الانتخابات، ليست ترفا، وليست مناسبة لبيع وشراء الضمائر وليست لبناء مسارات شخصية فقط، أو مجرد تنافس بين أشخاص، بل هي محطة أساسية في بناء وتقوية المؤسسات وإعطاء مصداقية للساحة السياسية، وهي محطة أساسية في مسار البناء. وأضاف أمين عام حزب الكتاب، خلال استضافته، مساء أول أمس الأحد، في برنامج "نقطة إلى السطر"، الذي يبث على القناة الأولى، أن صاحب الجلالة أكد في خطابه على أهمية المسار الانتخابي في وقت يسعى فيه المغرب لإقرار نموذج تنموي جديد في حاجة إلى نخب لبنائه، نساء ورجال على مستوى الجماعة الترابية وعلى مستوى البرلمان، وفي حاجة لتشكيل حكومة قوية، بإمكانها أن تصالح المغاربة مع السياسة. وبشأن ما تضمنه الخطاب الملكي في الجانب المتعلق بالعلاقات الدبلوماسية للمغرب، قال بنعبد الله "إن المغرب بما له وما عليه، استطاع أن يطبع مساره الدبلوماسي بانفتاح كبير على إفريقيا ولديه علاقات متينة مع عدد من الدول الإفريقية، فضلا عن أنه يطبعه استقرار سياسي، وحقق تقدما ونجاحات على المستوى الاقتصادي في عدد من القطاعات". وأردف بنعبد الله أن النجاح المحقق ليس نجاحا مطلقا، حيث توجد عدد من النقائص، وهذا أمر يقر به جلالة الملك نفسه، فهو أول من يؤكد على ضرورة تجاوز السلبيات والنقائص الموجودة من خلال إطلاق النموذج التنموي الجديد. وأضاف أن المغرب استطاع أن يبني علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي كما تمكن من تنويع علاقاته وهذا الواقع يزعج البعض، مضيفا أنه "لا يمكن لنا إلا أن نكون إلى جانب صاحب الجلالة من أجل الدفاع عن مكانة المغرب وسيادته واستقراره الوطني". وثمن الأمين العام لحزب الكتاب تفاعل حكومة إسبانيا، والتفاعل الإيجابي لفرنسا التي تشكل شريكا للمغرب، معيبا على الجزائر الاستمرار بالتشبث بالأسطورة البالية التي تعود للحرب الباردة، واعتمادها الادعاء والكذب والبهتان ومحاولة ابتداع عدو خارجي واعتباره المغرب". وعشية الانتخابات العامة ل 8 شتنبر القادم، نبه نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى بعض الممارسات الفاسدة المرتبطة بإغراق الدوائر بالمال، وبروز ظاهرة شراء المرشحين والمرشحات للتقدم باسم لوائح بعض الأحزاب، وهي ممارسات ستؤثر، ليس فحسب على مصداقية الأحزاب و إفساد العملية الانتخابية، بل تشكل خطرا حقيقيا على المؤسسات، وهو ما يعاكس ما أشار إليه جلالة الملك في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، حول بناء مؤسسات قوية. وجدد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، التنبيه إلى أن "الفضاء موبوء بانحرافات حقيقية مرتبطة باستعمال واسع للمال لم نشهد مثله من قبل"، وهو ما يشكل، يضيف المتحدث، "خطرا حقيقيا على المؤسسات". وقال بنعبد الله إنه، في الوقت الذي يتحدث فيه جلالة الملك عن حاجة البلاد لمؤسسات قوية، نرى على الساحة ممارسات خطيرة تضر بمسار البناء الديمقراطي وبمصالح المواطنين، ومن شأن هذه الممارسات أن تتيح لأصحاب المال الهيمنة على الأحزاب وتطويعها لمصالحهم الذاتية عوض بنائها على أساس مواقف ومبادئ تخدم مصالح المواطنين. وأوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن حالات كثيرة من ممارسات إغراق الدوائر بالمال تم رصدها، مبرزا أن ما تم تسجيله من انحرافات يختلف عن الممارسات التي تمت خلال سنوات سابقة حين كان التزوير يمس العملية الانتخابية وشراء ذمم الناخبين والناخبات، لكن اليوم انتقل الأمر إلى شراء المرشحات والمرشحين للانتخابات. وأعلن نبيل بنعبدالله أن حزب التقدم والاشتراكية يراهن على الناخبين العازفين، داعيا إياهم إلى النزول بكثافة للمشاركة والتصويت وإحداث التغيير، مضيفا أن خروجهم من حالة الرفض ومشاركتهم يمكنها أن تحدث التغيير وتقلب النتائج رأسا على عقب، مثلما يراهن على النزهاء الذين بإمكانهم خلق الفارق. وحول ترشحه للانتخابات التشريعية بدائرة المحيط بالرباط والتي تسمى بدائرة الموت، أفاد بنعبدالله أنه، بعد فترة تردد، وبعد استشارة سريعة مع أعضاء قياديين في حزبه، قرر تقديم ترشحيه، مبرزا أن تقدمه بهذه الدائرة التي تضم أربعة مقاعد، لا يستهدف أحدا، في إشارة إلى ما تم تداوله بكون نزوله بهذه الدائرة جاء في إطار محاولة التكفير عن واقعة تحالفه مع حزب قاد الحكومة سابقا. وأوضح نبيل بنعبدالله أن قرار ترشحه يندرج في إطار قيادة الحملة الانتخابية لحزب التقدم والاشتراكية واستجابة لنداء مناضليه على مستوى جهة الرباط، مبرزا أن مناضلي الأحزاب المرشحة بدائرة الرباط المحيط كانوا على علم مسبق بنيته الترشح بدائرة المحيط. وبشأن مسار حزب الكتاب، جدد بنعبد الله التأكيد أن التقدم والاشتراكية يضع مصلحة الوطن على رأس أولوياته، وأنه شكل على الدوام حزبا طلائعيا ورائدا بمواقفه واقتراحاته التي اتسمت ببعد النظر، وأن ذلك جر عليه انتقادات وهجوما من عدة أطراف، بما فيها قوى اليسار واليسار المتطرف، لكن بالرغم من ذلك، يقول المتحدث، تمكن حزب التقدم والاشتراكية على مدى أكثر من 70 عاما من التأقلم مع الواقع السياسي المغربي دون أن يفرط في مبادئه، حيث استطاع أن يوفق بين جدلية الوفاء للمبادئ والتجديد، وسعى أن يظل حزبا نافذا ومؤثرا. وحول مسألة التحالفات وعلاقاته بمختلف الأحزاب السياسية، أوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن الحزب أبدى تشبثه بالكتلة الديمقراطية التي ضمت الأحزاب الوطنية الديمقراطية، حيث راسل الأطراف المكونة لهذا التحالف مرات متعددة، لكن وقف على رفض كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي ذلك وإعلانهما أن الكتلة "ماتت". ولفت نبيل بنعبد الله إلى أن علاقة حزب التقدم والاشتراكية بحزب الاستقلال علاقات تاريخية تمتد ل 70سنة، فيما علاقته بالأصالة والمعاصرة انبنت على النبرة الديمقراطية التي طبعت تحركاته والمواقف الأخيرة لهذا الأخير الذي انتقد كل الانحرافات الواقعة حاليا. واعتبر بنعبد الله أن الواقع الحالي فرض عليه خيارات وأنه لو كانت لديه الإمكانيات لاختار المعسكر الذي يجد فيه نفسه إلى جانب القوى الوطنية الديمقراطية التي يجمعها ماض ومبادرات رائدة واجهت عدة تحديات وانحرافات شهدها المسار السياسي. وأوضح بشأن حزب التجمع الوطني للأحرار أن التقدم والاشتراكية كانت له علاقة متينة بالحزب السالف الذكر، وأن قيادة الحزبين، على عهد مؤسس حزب الكتاب الراحل علي يعتة وحزب الحمامة، وعلى عهد المؤسس أحمد عصمان كانت لهما مواقف مشتركة في عدة محطات، عند انتخاب رئيس مجلس النواب وتأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، معلنا أن بعض ألأعضاء القياديين المحدثين داخل هذا الحزب ليس لديهم إلمام بهذا التاريخ. ولم يفت الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية تجديد التأكيد، في جواب على سؤال يتعلق بأسباب مغادرة حزبه لحكومة سعد الدين العثماني، على أن الأمر يرتبط بانحدار المد الإصلاحي داخل الحكومة، معتبرا أن حزبه قدم إضافة نوعية من خلال مشاركته تشهد عليها مختلف المبادرات التي قدمها وزراءه. في السياق ذاته، أبرز بنعبدالله أن الخروج للمعارضة ساهم في إعطاء حزب الكتاب نفسا جديدا، ومكنه من تجديد الشحنة الحزبية، بل وسيمكنه من إعادة بناء الذات، حيث قال بهذا الخصوص: "لم نحقق كل ما نتقدم به من أفكار ومقترحات لكوننا كنا طرفا في الحكومة ولم تكن لدينا الأغلبية".