استطاع الثلاثي المغربي «فريد ميارة»، مصحوبا بفرقة «طوان تيس ووندر براس»، مساء الجمعة الماضي، أن يأسر قلوب الجماهير الحاضرة بين أحضان أسوار شالة التاريخية، في اليوم الثالث من الدورة ال`16 لمهرجان الجاز بشالة. وهكذا، نجح الشاب فريد ميارة في مزج النغمة الكناوية بنغمات الجاز التي تؤديها فرقة «طوان تيس ووندر براس» بكل عفوية وارتجالية، في تناغم مع طقوس وروحانية الفن الكناوي، لتشكل بذلك لوحة فنية أبدع فيها الفنان فريد ميارة بألوان مختلفة ومتناغمة تكرس مقولة «الفن لا وطن له». وخلال هذه الأمسية، قدم الثلاثي المغربي «فريد ميارة» وفرقة «طوان تيس ووندر براس» (بلجيكا، هولندا والبرتغال) باقة من الأغاني الكناوية امتزج فيها وتر «الغمبري»، الذي هو آلة موسيقية إفريقية المنشأ، والساكسفون الأمريكي اللاتيني، في تركيبة فنية يمتزج فيها الجاز الأوروبي بالموسيقى التقليدية المغربية، وتتيح لقاءات فريدة وأصيلة بين فنانين من آفاق مختلفة تجمع بينهم روح الموسيقى العابرة للحدود. وبذلك، يكون الفنان المغربي فريد ميارة، مصحوبا بفرقة «طوان تيس ووندر براس»، نجح في أن يجعل من الموسيقى فنا لا حدود له، تماشيا مع «روح» مهرجان الجاز بشالة في تكريس التلاقح الثقافي والحضاري بين ضفتي المتوسط، وترسيخ القيم الكونية المبنية على التسامح والحوار والحرية. كما تميزت هذه الأمسية بأداء فرقة «طوان تيس ووندر براس»، على انفراد، لباقة من فن الجاز زاوجت فيه بين الموسيقى المكتوبة والألحان المرتجلة، واختارت ضمنه أيضا التعبير الموسيقي، الذي يستمد قوته من التبادل والحوار بين عدة أشكالٍ موسيقيةٍ، لتدعو، بذلك، إلى اعتماد قيم الحوار والتفاهم والتكامل. وكان الجاز الإسباني قد سجل، في مستهل هذا الحفل، حضورا لافتا متمثلا في أداء الفنانين رامون فوساتي وطوني سولا والثلاثي «إكناسي تيرازا»، حيث استطاعت هذه المجموعة الموسيقية أن تلهب أحاسيس الجمهور الحاضر بكثافة في هذه الأمسية، لتخلق بهذا الفن الأصيل تلاحما بين مختلف الآلات الموسيقية ومزجا بين الأصوات المتعالية في سماء شالة. وخلال هذا الحفل، استطاعت هذه المجموعة أن تؤدي مقطوعات أصيلة من فن الجاز بكل مهارة وإتقان، اكتشف من خلالها الجمهور المتعدد الأجناس «الحرية التي تمنحها موسيقى الجاز حينما تمتزج بالسوينغ الإسباني». وتتواصل فعاليات الدورة ال`16 لمهرجان الجاز اليوم السبت بإحياء أمسية للفرقة الفلندية-السويدية «إليفان تري»، والثلاثي الدانماركي «سورين بيبي»، ولقاء مع المغربي فايز العموري.