حشدت جنوب إفريقيا جنودها الاحتياط الخميس وتستعد الحكومة لنشر آلاف الجنود في محاولة لوقف العنف الذي يهز البلاد منذ نحو أسبوع. وساد هدوء نسبي الخميس في جوهانسبرغ التي شهدت أعمال نهب وتخريب نهاية الأسبوع الماضي بعدما اندلعت في بلاد الزولو، شرق البلاد، عقب سجن الرئيس السابق جايكوب زوما. وبدأ العديد من المواطنين المعتادين الإمساك بزمام الأمور في بلد تعاني مؤسساته الوطنية من عجز مزمن، للقيام بعمليات التنظيف والتصليح. في وسط جوهانسبرغ، بقي العديد من المتاجر مغلقة وقام بعض التجار والموظفين بتنظيف واجهات متاجرهم. كذلك، بقيت الشوارع مغلقة بحواجز متفحمة فيما تصاعد الدخان من هياكل سيارات محترقة. وقال أحد السكان وقد طلب عدم كشف اسمه "لا فائدة من الغضب، يجب أن نبدأ العمل الآن". وأوضح مايكل صن مدير الأمن في العاصمة الاقتصادية لدى حزب التحالف الديموقراطي المعارض لوكالة فرانس برس أن "الضرر مروع والسكان يحاولون إنقاذ ما في وسعهم. وأسوأ ما في الأمر هو أن العديد من التجار ليس لديهم تأمين ولا مكان يراجعونه للحصول على تعويض". وصباح الخميس الماضي، لم يبلغ عن أية أعمال نهب في المدينة للمرة الأولى منذ الأحد. وفي غضون ذلك، كان الجيش يستعد لزيادة عناصره على الأرض من أجل تحقيق استقرار لهذا الهدوء النسبي في جوهانسبرغ وتهدئة المناطق الأكثر توترا خصوصا المدن الكبرى في كوازولو-ناتال وميناء دوربان وعاصمته بيترماريتسبورغ حيث ما زالت تسجل حوادث. وتم تنظيف الطريق السريع الذي يربط جوهانسبرغ ودوربان من الحواجز المتبقية التي وضعت في اليوم التالي لسجن جايكوب زوما الرئيس السابق المتورط في العديد من فضائح الفساد لكنه ما زال يتمتع بشعبية في مسقط رأسه. وأجاز الرئيس سيريل رامافوزا الاثنين نشر 2500 جندي وضاعفت الحكومة هذا العدد الأربعاء. وبعد ساعات قليلة، قالت وزيرة الدفاع نوسيفوي مابيسا-نكاكولا إنها قدمت طلبا لإرسال نحو 25 ألف جندي. ويشكل هذا العدد عشرة أضعاف عديد العسكريين الذين نشروا في البداية. وقال قائد الجيش اللفتنانت جنرال لورانس مباثا في أوامر صدرت ليل الأربعاء الخميس إن "جميع أفراد الاحتياط سيحضرون للخدمة صباح غد (الخميس) 15 يوليو 2021 في وحداتهم". ورحب وزير الشرطة بيكي سيلي بعودة "مستوى معين من الأمن" إلى جوهانسبرغ، وأعرب عن أمله بأن يتمكن الجيش "من عكس الوضع المتفجر في أجزاء من كوازولو-ناتال" ظهر الخميس. على الأرض، استقبلت هذه الإعلانات بارتياح. وقال موسى مبيلي-راديبي (30 عاما) أثناء مشاركته في عمليات التنظيف في مركز جابولاني للتسوق في سويتو الذي تعرض للتخريب "نشر الجيش أمر جيد لأن المواطنين في بلدنا يخافون من الجندي أكثر مما يخافون من الشرطي". وأضاف "لم يتطلب الأمر إلا أربعة جنود فقط للسيطرة على الوضع هنا فيما كان يوجد آلاف الأشخاص". وفي أماكن أخرى، على غرار بلدة فوسلوروس في جنوب جوهانسبرغ، فرض مواطنون القانون وضربوا لصوصا مشتبها بهم قبل تسليم بعضهم مكبلي الأيدي للشرطة، وفقا لفريق تابع لوكالة فرانس برس كان في المكان. وفي كوازولو-ناتال، زار وزير الشرطة مساء بلدة فينيكس في شمال غرب دوربان حيث قتل 15 شخصا منذ بداية الأسبوع وحيث ما زال الوضع متوترا، على حد قوله موضحا أن إجمالي عدد القتلى بلغ 72 في أنحاء البلاد. وقال سيلي إن "توترات عرقية شابت هذه الاضطرابات" في فينيكس وهي مرتبطة بجماعات تسعى إلى "حماية منطقتها من اللصوص".