رفض أعضاء من المعارضة السياسية اليمنية عرضا من دول خليجية الأربعاء لاستئناف الوساطة في الأزمة السياسية التي وضعت البلاد على شفا حرب أهلية. وحاولت دول الخليج التي تخشى نشوب حرب على أعتابها مرارا تسهيل خروج الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من السلطة بعد نحو ستة أشهر من الاحتجاجات المناهضة له وجولة من معارك الشوارع في العاصمة صنعاء. ولم يكشف مجلس التعاون الخليجي مدى اختلاف العرض الجديد عن جهود سابقة عديدة بذلت لانهاء الأزمة اليمنية. ووصف سلطان العتواني القيادي في اللقاء المشترك -وهو تكتل يضم عدة أحزاب معارضة قبل اتفاقا سابقا رفضه صالح فيما بعد- أي محاولة جديدة للوساطة بأنها ميتة من البداية. وقال لرويترز انه كان من الأفضل لمجلس التعاون الخليجي أن يكون أكثر شجاعة ويحدد من الذي رفض مبادرته وأوصل اليمن إلى الوضع الذي عليه الآن. وتملص صالح الذي يعالج الآن في السعودية من إصابات لحقت به جراء هجوم على قصره الشهر الماضي من التوقيع على عدة اتفاقات سابقة للتنحي. وفي مايو اندلع القتال بين قواته ومسلحين تابعين لزعماء قبليين ووحدات عسكرية انقلبت عليه مما حول أجزاء من صنعاء إلى أنقاض. وصمد وقف هش لإطلاق النار منذ مغادرة صالح للعلاج. ورفضت جماعات من الشبان المحتجين الذي لا تملك أحزاب المعارضة تأثيرا يذكر عليها بنودا رئيسية في الاتفاقات السابقة التي عرضها مجلس التعاون الخليجي من بينها احتمال منح صالح حصانة من المحاكمة. ودعا الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد عبد ربه منصور هادي نائب صالح والقائم بأعمال الرئيس للسماح بتشكيل حكومة انتقالية. وقال سكان في محافظة لحج بجنوب اليمن إن مسلحين اقتحموا مباني حكومية في المحافظة الأربعاء وقتلوا ثلاثة حراس وأصابوا أربعة في اشتباك مسلح استمر ساعتين قبل أن يلوذوا بالفرار. وأضافوا أن المهاجمين اقتحموا مكاتب البنك المركزي باليمن ومبنى قضائي بعد الفجر في مدينة الحوطة بلحج التي شهدت صراعا متزايدا بين قوات الحكومة وإسلاميين وحركة انفصالية. وشهدت محافظة جنوبية أخرى هي ابين موجة نزوح كبيرة لمواطنيها بعد سيطرة إسلاميين على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. وتحاول الحكومة اليمنية جهدها لإمداد هؤلاء النازحين الذي ينام الكثير منهم في مدارس في عدن بالغذاء والدواء. وتعاني الحكومة نفسها في صنعاء التي أصيبت بالشلل بسبب المواجهة السياسية من نقص في إمدادات المياه والكهرباء والوقود ولا يعمل سوى عدد قليل من أجهزة الدولة. وقالت مسؤولة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن حجم النزوح ملحوظ حتى في بلد به العديد من النزاعات التي تشمل قتالا متقطعا مع رجال قبائل شماليين تسبب في نزوح كثيرين إلى صنعاء. وتابعت آن ميمان التي قالت في السابق أن هناك نحو 300 ألف نازح في اليمن «الأمر الأكثر خصوصية فيما يتعلق بتحرك النازحين الذي يمكن مشاهدته الآن هو أن هناك تحركا داخليا في صنعاء إضافة إلى تحرك من أبين إلى لحج وعدن». وقالت «هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها «النزوح» مع القتال في زنجبار لكنها المرة الأولى التي يتحرك فيها هذا العدد الكبير من الناس وأن يتحركوا بعيدا إلى هذا المدى».