أساس هذا المقال نابع من حالات اجتماعية عايشناها في الآونة الأخيرة، والتي وبلا شك هزت الرأي العام ووسائل الإعلام بشكل كبير، هذا ما يدفعنا إلى تقديم دراسة تخدم الموضوع من جميع الجوانب تركيزا على الدوافع والدواعي وراء الاغتصابات المتتالية والمتكررة مع إبراز الآثار النفسية والجسدية والعلائقية والسلوكية التي يخلفها الاغتصاب على الضحية. فظاهرة الاغتصاب هذه واقع اجتماعي محض راجع إلى عوامل وأسباب أدت إلى استفحال الظاهرة في المجتمع المغربي، الأمر الذي يدفعنا إلى البحث عن طرق المعالجة والتي تبتدئ في الأصل من المنبع الذي هو الركيزة والمحور الأسمى في تفشي هذا النوع من الجرائم. وعليه من الأسباب الرئيسية وراء ظاهرة الاغتصاب بعد الأسباب المعلومة، البطالة القاتلة التي تدفع الشباب على الإدمان وخصوصا عند تناول الأقراص المهلوسة الأمر الذي يسبب وبشكل مباشر اضطرابات نفسية حادة، علما أن منظومة القيم انهارت مع العلم أن الأب أصبح يغتصب فلذة كبده دون رحمة ودون ضمير، كما أن الأخ يجامع أخته وكأنها زوجته… وفي الأخير ينتهي الأمر بجريمة قتل وحشية. لهذا وبكل جرأة لابد من إعادة النظر وتعميق النقاش، ولابد من الوقاية والحماية وجبر الضرر لأن الخطر يستمر وتتسع مساحاته أكثر فأكثر، ولاشك أن للتربية الجنسية دورا أسمى في تصحيح كل هذه الزلات التي تحط من قيمة مجتمعنا، وتجعل القيمين عليه يبذلون جهودا مضاعفة باحثين عما يحقق المصلحة العامة، ونرجع ونقول إن إدراج مادة التربية الجنسية ضمن المقررات الدراسية صار أمرا مطلوبا ومستعجلا، فيونس لوكيلي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، قال إنّ «التربية الجنسية في المجتمع المغربي باعتبارها نقل ثقافة علمية عن الجنس إلى الناشئة تربية مفقودة وغائبة؛ فالأسرة من جهة لا تؤدي هذا الدور بفعل سيادة ثقافة «حشومة» و»عيب» و»لْحيا»، والخوف إجمالا من الخوض في الموضوع، أحد المداخل الضرورية للحد من الظواهر غير السوية المتعلقة بالحياة الجنسية للأطفال والمراهقين».