أود أن أسوق أمثلة من الواقع المعيش، تؤكد أن نساء ورجال التعليم منخرطون اليوم أكثر من أي وقت مضى وبفعالية في سيرورة الإصلاح، وتُفَنّدُ ما تدعيه بعض الجهات التي لا أعدو الحقيقة ولا أجانف الصواب إذا قلت إنها من باب صب الزيت على النار. اتركوا نساء ورجال التعليم يؤدون مهامهم، فنسبة عالية منهم قد تمكنوا بفضل حماسهم ورغبتهم الجامحة وإرادتهم القوية وتساؤلاتهم الوجيهة والمستمرة، من الانخراط بنجاح في صلب الإصلاح، ومن الأمثلة الحية والشاهدة على تحسُّن أحوال ما يجري داخل فصولنا الدراسية، عبر تطبيق وأجرأة بيداغوجيا الإدماج: - مواظبة جل المدرسات والمدرسين على التخطيط العام والمرحلي وكذا اليومي لما يقبلون عليه من دروس وأنشطة بمهنية وحرفية جد مطمئنة. - تمكنهم من التعامل مع مختلف لحظات ومحطات الوضعية الإدماجية بأسلوب سليم وموفق عموما، سواء تعلق الأمربالشق الشفهي أو الكتابي. - فئة واسعة قد استفادت من الدورات التكوينية السابقة في بيداغوجيا الإدماج بشكل أهلها لتكون بالفعل داخل السياق، ولا أخفي هاهنا بعض الأيادي المندسة التي أحدثت شرخا كبيرا وتباينا صارخا على مستوى التحصيل لدى المُكَوَّنين، مما جعلنا -كمؤطرين- نضاعف في البداية من اللقاءات كلما دعا داع، دون أن ننسى مصاحبة المعنيين خلال فترات الإرساء وأسابيع الإدماج، وقد أعيدت الأمور إلى نصابها من حسن الحظ، وذلك بفضل الأسلوب المتبع في التأطيروالتقويم، ورغبة المستهدفين. - الاستعداد الذي أبان عنه جل المدرسات والمدرسين من خلال إعداد وضعيات إدماجية مكافئة لتقويم الكفايات الأساس، لافرق بين من يعمل في الوسط الحضري أوالقروي، فالكل منخرط بشكل إيجابي، وكأنني وأنا أطالع إنتاجات هؤلاء المتمسكين بوطنيتهم، يخيل إلي أن لسان حالهم يقول: «اِهبطوا أيها المرتابون او المتخوفون من فدرتنا على الانخراط في الإصلاح فإن في الميدان ما يجيبكم...» - كما أن جميع المدرسات والمدرسين بفضل تكاثف جهود جل المؤطرين قد تمكنوا من ميكانيزمات التعامل مع المذكرة الوزارية 204، إذ أبدع بعضهم في إنتاج شبكات لإنجاز العمليات المرتبطة بالتصحيح ومعالة النتائج وحساب المعدلات وتصنيف المتعلمين.