وزير التشغيل والتكوين المهني يؤكد أن ظاهرة تشغيل الأطفال بالمغرب في تراجع مستمر أكد وزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني، يوم الجمعة الأخيرة، بالصخيرات، أن ظاهرة تشغيل الأطفال بالمغرب تتراجع بشكل مستمر، مشيرا في هذا الصدد إلى معطيات آخر دراسة للمندوبية السامية للتخطيط والتي تؤكد أن عدد الأطفال المعنيين بهذه الظاهرة انتقل من 600 ألف طفل سنة 2000 إلى 147 ألف طفل سنة 2010. وأبرز أغماني في كلمة خلال ترؤسه افتتاح فعاليات مهرجان الطفل، المنظم تحت شعار «عمالة الصخيرات تمارة بدون أطفال يشتغلون»، أن هذا الانخفاض يعزى إلى الإجراءات العملية والتشريعية والوقائية والتحسيسية والرقابية التي اتخذتها المملكة في هذا المجال، مذكرا بمبادرة المغرب إلى التصديق على الاتفاقية الأممية المتعلقة بحقوق الطفل، واتفاقيتي العمل الدوليتين الأساسيتين المتعلقتين على التوالي بالحد الأدنى للقبول في العمل، وبأسوإ أشكال عمل الطفل. كما أشار إلى أن المغرب إلى مجموعة البرامج الحكومية والقطاعية التي تم تسطيرها بشراكة مع منظمات المجتمع المدني، والتي تترجم التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تعبئة كل الطاقات من أجل تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للفئات الهشة ومن ضمنها فئة الأطفال. وذكر اغماني بأن الوزارة قامت في هذا الإطار بوضع لائحة للأشغال الخطيرة الممنوعة على الأطفال دون 18 سنة والتي تمت مراجعة مرسومها هذه السنة بالرفع من عددها من 10 إلى 31 عملا. كما عمدت إلى إعداد مشروع قانون العمل في البيوت المعروض حاليا على مسطرة المصادقة، والذي يحظر تشغيل الأطفال أقل من 15 سنة، ويرتب مجموعة من العقوبات الزجرية. كما ذكر بمختلف المبادرات التي تم اعتمادها لمحاربة ظاهرة تشغيل الأطفال كالخطة الوطنية للطفولة 2006-2015، وبرامج التكوين المهني بالتدرج وتشجيع تمدرس الأطفال. واعتبر أغماني أن الحد من ظاهرة تشغيل الأطفال ومواجهة أسبابها وآثارها، يعد رهانا لا يمكن بلوغه إلا بتضافر جهود كل الفاعلين من قطاعات حكومية وجمعيات المجتمع المدني ومنظمات مهنية من أجل الانخراط بفعالية في إنجاح مسلسل النهوض بأوضاع طفولتنا. من جهة أخرى أكد وزير التشغيل، أن تنظيم مهرجان الطفل في دورته الأولى ومن خلال برنامجه الحافل بالورشات الموضوعية، يشكل فرصة قوية للتحسيس وفتح النقاش بين الفاعلين بشأن هذه الظاهرة والتفكير الجماعي في أنجع السبل للتصدي لها على المستوى المحلي. من جانبه أكد عامل عمالة الصخيرات تمارة، يونس القاسمي، أن هذا الملتقى يشكل نقلة نوعية على الصعيد المحلي بعدما ظل النقاش حول ظاهرة تشغيل الأطفال منذ سنوات ممركزا في التظاهرات الوطنية والدولية، مضيفا أن مواجهة ظاهرة تشغيل الأطفال ينبغي أن يكون عملا مستمرا وجماعيا بانخراط مختلف الفاعلين من سلطات وأرباب عمل ونقابات وعمال ومجتمع مدني إلى جانب الهيئات الدولية. وأضاف أن الوقت قد حان للتفكير في إحداث لجن محلية للطفولة في نطاق تشاركي لتكون رافدا للجهود الدولية والوطنية والإقليمية الهادفة إلى مناهضة جميع أشكال تشغيل الأطفال والحث على احترام القانون ونشر ثقافته لفائدة الطفولة المحلية ومن ثم ضمان استمرارية النتائج المنتظر تحقيقها في هذا الملتقى. يذكر أن فقرات مهرجان الطفل الذي نظمته المندوبية الإقليمية للتشغيل بعمالة الصخيرات تمارة من 10 إلى 12 يونيو الجاري بتعاون مع جمعية الشعلة للتربية والثقافة (فرع تمارة) وجمعية البحث والعمل الاجتماعي، ومكتب العمل الدولي (البرنامج الدولي لمحاربة تشغيل الأطفال)، توزعت ما بين ندوات حول ظاهرة تشغيل الأطفال وورشات حول حقوق الطفل ومسابقات ومعرض للرسم والتلوين.