شبكة مخدرات يتزعمها مغاربة تستعين بالغواصين لتهريب الحشيش إلى إسبانيا كشفت عملية مشتركة بين الشرطة الوطنية والحرس المدني الإسبانيين، عن طريقة جديدة تستعملها شبكات تهريب المخدرات في مضيق جبل طارق، لتفادي مراقبة الأجهزة الأمنية الإسبانية، التي ضيقت الخناق، في السنين الأخيرة، على الاتجار الدولي في الحشيش، في وقت لا يبدو فيه أن هذه الشبكات تعاني من «مضايقات جدية» على الجانب المغربي. وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسبانية، فإن شبكة للاتجار في المخدرات يتزعمها مواطنون مغاربة، تنقل أطنانا من الحشيش، لغاية نقطة في عرض البحر، ثم تلقيها باستعمال وسائل تكنولوجية متطورة، إلى عمق محدد ومتفق عليه مع شبكة ثانية موجودة بالتراب الإسباني، تقوم بدورها بعدئذ، بتجهيز معدات الغطس لعمق عشرين مترا أو أكثر، وسحب المخدرات، نحو الشواطئ الإسبانية. واستنادا لتقرير صحيفة «إلموندو»، فقد تمكنت المصالح الأمنية الإسبانية من توقيف عناصر الشبكة خلال آخر عملية لهم، أول أمس، وهم ثمانية أفراد، ثلاثة منهم مغاربة. كما صادرت المصالح ذاتها، أزيد من طن من الحشيش، في عملية مباغتة، كانت 700 كيلوغرام منها، قد وضعت في العمق المتفق عليه، فتم سحبها من طرف عناصر البحرية. وبالرغم من أن هذا الأسلوب كان يستعمل من طرف شبكات تشتغل في سواحل الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن نقله وتجريبه في مضيق جبل طارق، أمر جديد على المصالح الأمنية. ولأن هذه الطريقة فعالة في تفادي مراقبة الأجهزة الأمنية، والتقليل من مخاطر شحن المخدرات، فقد فضلت عناصر الشبكة أن تطلق على هذا الأسلوب الجديد في تهريب المخدرات، لقب «المعصوم». وفي تفاصيل تنفيذ هذه الطريقة، تبين أن الشبكة كانت تقوم بشحن ونقل شحنة ضخمة من المخدرات عبر قوارب سريعة إلى نقطة معينة ومتفق عليها، على مقربة من السواحل الإسبانية، وبالتحديد، قبالة ساحل مدينة مالقة، ثم تلقي الشحنة باستعمال الحبال في مياه بعمق يزيد عن عشرين مترا. بعدها، يتحرك الفرع الإسباني للشبكة، بقارب مطاطي صغير، مزود بالمعدات الضرورية، وعدد من الغواصين، يغطسون في المياه من أجل تحديد المكان بدقة عبر نظام تحديد المواقع العالمي المعروف ب»G.P.S». على أن لقب «العصمة» الذي اتخذه عناصر الشبكة اسما لهذه الطريقة، يظهر معناه بشكل جلي في الخطوة التالية؛ إذ يعمد الفرع الإسباني للشبكة إلى العودة إلى المكان الذي حدد سلفا، وفي واضحة النهار، بقارب مزود بمحرك واحد، لتفادي الشبهات، ويشرع في سحب المخدرات بالحبال من تحت سطح البحر بعد رفعها عن القعر بأمتار معدودة لتفادي إتلافها، ثم تنقلها إلى حدود أمتار قليلة من الشاطئ، حيث بمجرد التثبت من عدم وجود مراقبة أمنية، تسحب المخدرات إلى السطح، بواسطة محرك لضخ المياه، ثم تشحن في سيارات رباعية الدفع، تكون معدة خصيصا لهذا الغرض بالقرب من الشاطئ. وبحسب تحقيقات المصالح الأمنية الإسبانية، فإن الشبكة استخدمت هذا الأسلوب لمدة عام في تهريب المخدرات عبر مضيق جبل طارق، دون أن تنتبه مصالح المراقبة لأي شيء.