انعقدت، يومي 6 و7 يونيو الجاري ببروكسيل، الدورة السادسة للمشاورات السياسية بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والمصلحة الأوروبية للعمل الخارجي، وذلك في إطار الحوار السياسي المنتظم الذي تمت مأسسته بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وقد مكن هذا اللقاء، الذي يأتي امتدادا لاجتماعات سابقة للحوار السياسي المعزز مع رئاسة الاتحاد الأوروبي والمشاورات السياسية مع الأمين العام لمجلس الاتحاد الأوروبي، من استعراض تطور العلاقات المتميزة القائمة بين المغرب والاتحاد، وذلك في أفق اعتماد مخطط العمل المقبل لتفعيل الوضع المتقدم ومراجعة السياسة الأوروبية للجوار التي يساهم فيها المغرب بشكل فعال. ويعد المغرب البلد الوحيد في المنطقة الذي مأسس معه الاتحاد الأوروبي حوارا سياسيا منتظما يهم القضايا الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. من جهة أخرى، تناول الطرفان خلال هذا اللقاء العديد من القضايا الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة مسلسل السلام بالشرق الأوسط، وقضية الصحراء المغربية، والاندماج المغاربي، والاتحاد من أجل المتوسط،والوضع في إفريقيا، فضلا عن الأمن في منطقة الساحل والصحراء. كما ناقش الجانبان الوضع في العالم العربي على ضوء التطورات السياسية الجارية في بعض بلدان المنطقة. وتبين وجود تطابق في الآراء حول مجموع القضايا المطروحة، خاصة ما يتعلق بضرورة تعزيز التعاون الثنائي قصد رفع التحديات التي تواجهها المنطقة، وأهمية دعم مسار الانتقال الديمقراطي الجاري في بعض البلدان العربية لصالح إرساء فضاء للسلم، والاستقرار، والازدهار المشترك. وجدد الوفد الأوروبي بهذه المناسبة التأكيد على دعمه للمبادرة الملكية الرامية لإصلاح شامل وعميق للدستور، والتي تؤكد رغبة المغرب في مواصلة مسار الإصلاحات التي انخرط فيها منذ سنوات في جميع المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والدينية. وضم الوفد المغربي المشارك في هذه المشاورات، الذي ترأسه الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي منور عالم، ومدير الشؤون الأوروبية بالوزارة نبيل الدغوغي. أما الوفد الأوروبي، الذي ترأسته الأمين العام المساعد للمصلحة الأوروبية للعمل الخارجي هيلغا شميد، فضم عدة مسؤولين أوروبيين، خاصة منسق محاربة الإرهاب جيل كيرشوف، والمدير العام للشرق الأوسط والجوار الجنوبي هيوغ مينغاريلي.