إلتزام الصين بموقفها بعدم الانحياز إلى طرفي القتال في البلاد قالت وزارة الخارجية الصينية إن وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي سيصل إلى بكين أمس الثلاثاء، بعدما كشفت أن دبلوماسيا صينيا زار مدينة بنغازي في الشرق الليبي وأجرى محادثات مع قيادة المجلس الوطني الانتقالي، بينما ينتظر وصول المبعوث الروسي اليوم إلى بنغازي. وقال المتحدث باسم الوزارة هونغ لي في بيان على الإنترنت إن زيارة الوزير الليبي للصين ستستمر حتى يوم الخميس، وإنه يزورها بصفته مبعوثا خاصا للحكومة الليبية، دون ذكر تفاصيل أخرى. وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع محادثات أجراها دبلوماسي من السفارة الصينية في مصر مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أجراها خلال زيارته لمدينة بنغازي في شرق ليبيا. وجاء الكشف عن زيارة الدبلوماسي الصيني بعد أيام من إعلان بكين أن سفيرها لدى قطر اجتمع مع عبد الجليل في أول اتصال مع المعارضين الليبيين. وحول هذه الزيارة إلى بنغازي، قال المتحدث هونغ إن بلاده «تعتقد أنه ينبغي لجميع الأطراف في ليبيا أن تركز على مصالح البلد وشعبه، وتدرس بشكل كامل مقترحات الوساطة التي قدمها المجتمع الدولي وتجد حلا للأزمة من خلال الوسائل السياسية». وتلتزم الصين حتى الآن بموقفها المعلن بعدم الانحياز إلى طرفي القتال في ليبيا. ولم تكن للصين قط روابط خاصة مع العقيد الليبي معمر القذافي، لكنها تحاول تدريجيا تفادي اتخاذ مواقف قاطعة في الصراعات الداخلية في الدول الأخرى بما في ذلك الشرق الأوسط. وامتنعت الصين عن التصويت في مارس الماضي عندما وافق مجلس الأمن الدولي على قرار توجيه ضربات جوية يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الأراضي الليبية. وكان بإمكان الصين منع صدور القرار لو استخدمت حق النقض (فيتو)، لكنها سارعت أيضا إلى إدانة توسيع الضربات العسكرية، وحثت على وقف لإطلاق النار تقول إنه قد يمهد الطريق لحل سياسي بين الحكومة الليبية والثوار. وتتزامن التحركات الصينية مع إعلان روسيا إرسال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مرغيلوف بصفته مبعوثا خاصا للرئيس ديمتري ميدفيديف من أجل التوسط لحل النزاع. ويتوقع أن يصل مرغيلوف إلى بنغازي صباح الثلاثاء, لكنه لن يزور طرابلس حسب ما قالته المتحدثة باسمه التي أشارت إلى أن مرغيلوف -وهو ممثل الكرملين في أفريقيا- سيلتقي رئيس المجلس الانتقالي ومساعده محمود جبريل و»وزير» الدفاع عمر الحريري.