أثار النائب البرلماني جمال بنشقرون كريمي عضو المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، الكارثة البيئية التي تعرض لها نهر أبي رقراق جراء تسرب عصارة "اللكسيفيا" الناجمة عن مطرح النفايات بأم عزة، وهي الكارثة التي تهدد المحيط البيئي للنهر، وتقض مضجع الساكنة المجاورة بالروائح الكريهة. وذكر جمال كريمي بنشقرون، في سؤال كتابي لوزير الطاقة والمعادن والبيئة، أن السبب في التلوث البيئي لنهر أبي رقراق والذي وصفه ب"الغير مسبوق" هو تسرب مياه أحد أحواض عصارة الأزبال بمطرح "أم عزة" الذي انهارت جنباته إلى واد عكراش الذي يصب في نهر أبي رقراق نتجت عنه بقع زيتية عائمة على مسار النهر في اتجاه البحر، مما أدى إلى تغير لون مياه النهر وانبعثت منه رائحة كريهة. ودعا النائب البرلماني، في سؤاله لوزير الطاقة والمعادن والبيئة، إلى ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للسلامة البيئية لنهر أبي رقراق، وإيجاد حل جذري لهذا الإشكال الذي يهدد المحيط البيئي للنهر، وإعمال القوانين الجاري بها العمل في مجال تدبير مطرح النفايات ب"أم عزة". من جانبه، أكد محمد لعلو، نائب عمدة مدينة سلا المكلف بقطاع النظافة والبيئة، في تصريح لبيان اليوم، أنه على الرغم من أن الجميع يقر بأن تلوث نهر أبي رقراق مرده إلى تسرب عصارة "الليكسيفيا" من مطرح النفايات بأم عزة، إلا أن المعطيات الكافية غير متوفرة بشكل رسمي، وأن مؤسسة العاصمة المكلفة بتدبير هذا القطاع لا تتواصل ولم توضح للرأي العام طبيعة وأسباب هذه الكارثة البيئية. وسبق لمحمد العلو، بصفته نائبا لعمدة سلا، وبحكم تخصصه الهندسي، أن اقترح في عهد الوالي السابق، حلا لعصارة "الليكسيفيا". لكن ذلك لم يأخذ بعين الاعتبار، يقول المتحدث، في تصريحه لبيان اليوم، مشيرا إلى أن الحل الذي يقترحه يقوم على تفريغ عصارة "الليكسيفيا" مباشرة من شاحنات نقل النفايات، في مجاري المياه العادمة، مما سيمكن بحسبه من التخلص من أزيد من 150 متر مكعب من عصارة الأزبال قبل أن تتحول إلى مادة سامة ومضر بالبيئة، على اعتبار أن تأثير "الليكسيفيا" لا يكون ساما إلا عند تخمره. يشار إلى أن ساكنة مدينتي الرباطوسلا، خاصة المحادية لنهر أبي رقراق على مستوى مدينة سلا انطلاقا من مدخل حي التقدم بالرباط، أو من جهة الطريق السيار انطلاقا من حي الرياض وكذا على مستوى الطريق الثانوي الولجة، قد انتابها خوف شديد جراء بروز بقع سوداء على نهر أبي رقراق، مصحوبة برائحة كريهة، يضطر معها مستعملو هذه الطرق إلى سد أنوفهم بسبب قوة تلك الروائح. هذه الوضعية البيئية المثيرة للقلق تهدد بشكل مباشر المحيط البيئي لهذه المنطقة المعروفة بمؤهلاتها السياحية، والتي تشكل متنفسا طبيعيا لساكنة سلاوالرباط، تضع أكثر من علامة استفهام على الجهات المسؤولة وفي مقدمتها مؤسسة العاصمة والشركة الموكول لها تدبير النفايات، حول ضرورة تدخلها بشكل مستعجل لوضع حد نهائي لهذا المشكل البيئي الخطير.