للسنة الثانية على التوالي يتصالح فصل الربيع بكل بهائه وجماله مع المدرسة العمومية بجماعة باب برد. مصالحة زركش بأناملهم الذهبية رقعتها، ثلة من المدرسين والمدرسات لم تنل صعوبة التضاريس حيث يشتغلون من إرادتهم الصلبة في خدمة وطنهم من خلال حقنهم للأجيال مغرب الغد بقيم المواطنة والوطنية. خلال يومي السبت والأحد 13 و14 ماي لم يكن من صوت بمركز جماعة باب برد يعلوعلى صوت المهرجان الربيعي الثاني الذي نظمته المدارس الابتدائية تحت شعار «الشراكة والانفتاح من أجل جيل ناجح» بشراكة مع الجماعة المحلية لباب برد الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم شفشاون، وبمساهمة فعالة لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ، وببصمة بارزة للكفيف في جنح الظلام لكل مكونات المجتمع التعليمي بالمنطقة. هذا العرس المهذب للذوق في تنوع فعالياته، المقاوم لليأس في عمقه،الكاشف عن النفائس والكنوز التي تختزنها المدرسة العمومية خاصة والمنطقة عامة عند النبش في تربتها، أشرف على إعطاء انطلاقته في جلسته الافتتاحية التي احتضنتها مدرسة يوسف ابن تاشفين، المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بشفشاون بحضور رئيس الجماعة، ورئيس الدائرة وعدة فعاليات رسمية ومدنية وسياسية، وآباء وأمهات التلاميذ. مباشرة بعد الكلمات الرقيقة، والصوت الجميل لأرانب المدارس الابتدائية التي أمطرت الحضور بلوحات فنية ممتعة، تم الانتقال لزيارة الفضاءات المعدة لاحتضان مختلف الورشات التي أشرف على تأطيرها ثلة من الأساتذة. الورشات التي امتد اشتغال الأطفال على محاورها طيلة يومي السبت والأحد كانت كثيفة ومتنوعة. فكانت هناك ورشة البيئة حيث نظمت حملة لتنظيف المحيط الغابوي للمؤسسة التعليمية من الأكياس البلاستيكية، ورشة تجويد القرآن الكريم وحفظه، ورشة المسابقات الثقافية لجيل مدرسة النجاح، ورشة الرسم والكتابة، ورشة التراث وحفظ الذاكرة الذي عرضت بها كل ما تزخر به المنطقة من موروث يشهد على حضورها عبر التاريخ (أدوات فلاحيه، ألبسة، أكل....)، وورشة الرياضة بتفرعاتها المتعددة. إسدال الستار على الطبعة الثانية لهذا المهرجان، كان ختامه توزيع جوائز تشجيعية على التلاميذ الذين تفوقوا في المجالات التي استقطبت اهتماماتهم، كما تميز بمبادرة مشجعة من الجماعة القروية التي اختارت توفير حاسوب لكل مؤسسة تعليمية تفتقر له إلى اليوم، وهي التفاتة ثمنتها أسرة التربية والتعليم.