شكل موضوع «الثقافات والتنمية في أفريقيا» محور يوم دراسي، نظمه مؤخرا بالرباط، معهد البحوث والدراسات الأفريقية. ويسعى هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع تنسيقية الباحثين حول الآداب المغاربية والمقارنة، إلى تمكين الجامعيين المغاربة من طلبة وأساتذة باحثين، من الانفتاح على عالم آداب منطقة جنوب الصحراء. كما يروم هذا اللقاء النهوض بالتواصل المغاربي الأفريقي من مختلف زواياه سواء الاجتماعية - العرقية، أو الثقافية - الحضارية. وفي هذا الصدد، أكد مدير معهد البحوث والدراسات الإفريقيةالسيد يحيى أبو الفراح أن هذا اللقاء يهدف إلى تشجيع والنهوض بالبحث في الآداب الأفريقية ومعرفة مدى انعكاس الثقافة والآداب على التنمية الاقتصادية والاجتماعية على بلدان القارة السمراء. وأضاف السيد أبو الفراح أن هذا اليوم الدراسي يشكل مناسبة لتعميق البحث والتبادل في مجال الدراسات حول دول جنوب الصحراء والمنطقة المغاربية من أجل معرفتها بشكل أفضل. من جانبها، أبرزت رئيسة تنسيقية الباحثين حول الآداب المغاربية والمقارنة السيدة سناء غواتي أن التنسيقية تواصل أنشطتها، بشراكة مع المعهد، من أجل تسريع وتيرة التواصل بين دول جنوب وشمال القارة الأفريقية، وتقريب الباحثين المغاربة من الدراسات والكتابات الإفريقية في أفق تثمين الإرث الثقافي والحضاري للقارة السمراء. من جانب آخر، توقف الكاتب الكونغولي، سفير دولة الكونغو بباريس السيد هنري لوبيز عند مفهوم «الأدب الملتزم»، مبرزا اهتمامَ الأدباء الأفارقة بالقضايا الأفريقية وتفاعلَهم معها. فقد وظف هؤلاء الأدباء، حسب السيد لوبيز، مَلَكاتهم الفنيةَ والإبداعيةَ للدفاع عن أهم القضايا التي تَشغَل بال أبناء القارة السمراء، لا سيما إبان الميز العنصري، فكتبوا بلغات محلية وأجنبية قصائد وروايات، حاولوا من خلالها التعبير عن النضال الأفريقي للتخلص من الاستعمار، وبناء قارة أفريقية قوية ومتحدة.