فتح الله ولعلو: لم يعد مقبولا استمرار اللاتكافؤ بين أحياء الرباط أنس الدكالي: مخطط مجلس المدينة يروم معالجة الاختلالات والفوارق المجالية التي تعرفها العاصمة قال فتح الله ولعو، عمدة مدينة الرباط، إنه «لم يعد مقبولا الاستمرار في وضعية اللاتكافؤ التي تعرفها أحياء العاصمة، حيث تسير بسرعتين: سرعة الترامواي والمشاريع الكبرى، من قبيل مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق ومشاريع أخرى مهيكلة، وسرعة أخرى بطيئة مثقلة بمشاكل في الأحياء الشعبية والأحياء القصديرية والعشوائية». وأوضح فتح الله ولعو خلال افتتاحه للمنتدى الأول من منتديات العاصمة، الثلاثاء الماضي، أن أحد الرهانات الأساسية لمجلس المدينة يتمثل في بلورة رؤية واضحة للنهوض بأوضاع المدينة والقضاء على مظاهر الهشاشة والفقر التي تميز بعض أحيائها، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بهذه المشاكل على المدى القصير والمدى البعيد لحل كل الإشكالات التي تعاني منها ساكنة العاصمة. وفي ذات السياق ذكر فتح الله ولعلو أن مجلس المدينة يشتغل على أساس مخطط التنمية الجماعية، ومخطط التنمية الموحد، بالإضافة إلى مخطط للتنقل الذي يستشرف مستقبل هذا القطاع الحيوي على مدى الثلاثين سنة المقبلة، مشيرا إلى أن هذه المنتديات تندرج في سياق تعزيز ثقافة الاستماع لصوت المواطن وإشراكه أكثر فأكثر في تدبير شؤون مدينته، بهدف تقوية مبادئ الديمقراطية التشاركية التي تعتبر دعامة للديمقراطية المحلية. وشكل محور «أية سياسة للمدينة تستجيب لانتظارات وتطلعات الشباب» موضوع المنتدى الأول من منتديات العاصمة التي ستعالج عبر خمس حلقات للنقاش مواضيع أخرى من قبيل «كيف يمكن التقليص من الفوارق الاجتماعية والحضرية داخل مدينة الرباط؟»، و»التراث المعماري للرباط: رهانات التثمين»، و»التنقل داخل التكتل الحضري للعاصمة: الواقع والآفاق»، ، فيما يخصص المنتدى الخامس لموضوع «أية آفاق لتنمية الرباط الكبرى؟». وأفاد فتح الله ولعلو أن افتتاح هذه المنتديات بموضوع سياسات مدينة الرباط تجاه شبابها عموما والشباب الأقل حظا على وجه الخصوص، ليس من قبيل الصدفة بل ينم عن توجه واضح نحو هذه الفئة، يرتكز على التواصل والانفتاح والإدماج والاقتراب من نبضه والعمل على إشراكه في تسيير الشأن العام المحلي والوطني. وأفاد عمدة المدينة، أن الرباط تستعد للاحتفال بمرور قرن على اتخاذها عاصمة للمملكة، وتنتظرها انطلاقا من السنة المقبلة مواعيد أساسية، كاحتضانها للمؤتمر العالمي للمدن سنة 2013، والذي ستحضره أزيد من 4000 مدينة على المستوى العالمي، وهو ما يشكل، بحسبه رهانا أساسيا يتعين على العاصمة ربحه. وذكر ولعلو أن الوظيفة السياسية للعاصمة كوظيفة أساسية ارتبطت بها مدينة الرباط، غير كافية لأن حياة الناس بها ارتبطت برتابة وبوتيرة عمل الإدارة، وهو ما يفرض في نظره، خلق وظائف أخرى تنضاف إلى هذه الوظيفة السياسية، مشيرا إلى أن هذه المدينة بإمكانها أن تصبح كذلك عاصمة للعلم والبحث العلمي بالنظر إلى البنيات الثقافية والأكاديمية والعلمية الموجودة بها، إضافة إلى الوظيفة البيئية، لما تتوفر عليه من مؤهلات بيئية وفضاءات ومجالات خضراء، وكذا وظيفة تكنولوجية ذات الصلة بتقديم الخدمات التكنولوجية المتقدمة. من جانبه اعتبر أنس الدكالي عضو مجلس المدينة، أن اختيار تنظيم هذه المنتديات في هذه الظرفية التي تتميز بحراك سياسي واجتماعي، بريادة الشباب، ينم عن شجاعة مجلس مدينة الرباط في فتح مثل هذا النقاش مع شباب العاصمة. وأضاف أنس الدكالي أن التخطيط لمستقبل العاصمة يمر بالدرجة الأولى من خلال الحوار مع ساكنتها ومع شبابها، عبر نقاش صريح وشفاف يؤسس لشراكة حقيقية بين المجلس والمجتمع المدني في اتخاذ القرار في إطار نموذج مغربي للديمقراطية المشاركاتية التي يمكن أن تحل مجموعة من الإكراهات التي تعاني منها العاصمة. وأبرز عضو مجلس المدينة أن الميثاق الجماعي الحالي ميثاق متقدم لكن الإشكال يبقى في الممارسة والعلاقة مع إدارة التراب الوطني، مؤكدا على أن المخطط الذي يعده مجلس المدينة يروم معالجة الاختلالات والفوارق المجالية التي تعرفها العاصمة، ويرتكز على تطوير سياسات الحكامة المحلية واعتماد أشكال جديدة للمواكبة على المستوى المحلي وبذل جهود للإنصات والتشاور والتنسيق بين مختلف الفرقاء كاستراتيجية حيوية للنهوض بواقع المدينة. يشار إلى أن «منتديات العاصمة»، التي ينظمها المجلس الجماعي للمدينة خلال السنة الجارية، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والمنتدى الحضري-المغرب، تحت شعار «كيف نجعل من الرباط مدينة مدمجة؟»، يسعى من خلالها مجلس المدينة إلى تحسين ممارسة الحكامة المحلية والإشراك المتزايد لساكنة الرباط عموما والشباب والنساء على وجه الخصوص في تدبير شؤون مدينتهم. وقد تناول المنتدى الأول، الذي شارك فيه مجموعة من المنتخبين والفاعلين في المجال الجمعوي ومجال الشباب والرياضة، كيفية صياغة سياسة شاملة ومدمجة نحو الشباب، والقيام بإجراءات وتدخلات فعالة من شأنها الاستجابة لانتظاراتهم، من خلال البحث عن إمكانية تطوير أساليب الاستماع إليهم، وتقوية وتعزيز مشاركتهم بشكل ملموس في حياة وأنشطة أحيائهم، وتنمية أساليب الشراكة حول قضايا ومشاريع تخدم الشباب مع القطاع الخاص ومؤسسات الدولة ذات العلاقة، وجعل دعم جمعيات الشباب أحد المحاور الأساسية لسياسة المدينة الشاملة للتفاعل الإيجابي.