وزراء خارجية التعاون يعقدون الأحد اجتماعا طارئا لبحث أزمة اليمن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعا استثنائيا، مساء غذ الأحد في الرياض برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارت العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني. وسيبحث الوزراء خلال اجتماعهم نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام لمجلس التعاون لصنعاء، بشأن المبادرة الخليجية لحل الأزمة في الجمهورية اليمنية، في إطار ما تضمنته المبادرة الخليجية من مبادئ تهدف لحفظ الأمن والاستقرار في اليمن. في السياق ذاته، دعا باراك أوباما في خطابه الذي وجه للعالم العربي والإسلامي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى تنفيذ وعده بانتقال السلطة، دعوة قد تكون أصدائها وصلت لآذان المؤتمر الشعبي العام فى اليمن وحلفاؤه من أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي الذين أكدوا بأنهم على استعداد للتوقيع على المبادرة الخليجية وفي أي وقت. وقال مصدر مسئول في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام لوكالة الأنباء اليمنية: «لقد رحب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه من أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي منذ البداية بالمبادرة المقدمة من الأخوة وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعاملوا معها بإيجابية تامة وأبدوا الاستعداد للتوقيع على تلك المبادرة مع الأحزاب المعترف بها قانونا والممثلة في مجلس النواب وبما يحقق انتقالا سلميا وآمنا للسلطة». وأضاف المصدر: «ويأتي ذلك حرصا من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه على رأب الصدع وحقنا للدماء وعدم تفاقم الأوضاع نتيجة الأزمة التي تسببت فيها أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤهم وما رافقها من تداعيات سلبية أضرت بمصالح الوطن والمواطنين». وتابع قائلا «ولكن أحزاب اللقاء المشترك ومن معهم من القوى المتخلفة والمتطرفة والإرهابية ظلت على موقفها المتشدد وتصعيدها للأوضاع وأصرت وبتعنت شديد على ان يتم التوقيع على الاتفاقية من قبل عناصر وكيانات غير شرعية خارجة على القانون وغير معترف بها وغير قادرة على الوفاء بما ورد في الاتفاقية وآلية تنفيذها من بنود والتزامات وهو ما رفض المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه القبول به مؤكدين تمسكهم بالتوقيع على الاتفاق من قبل أحزاب معترف بها قانونا». وعبر المصدر عن «إشادته وتقديره للجهود والمساعي الخيرة التي يبذلها قادة دول مجلس التعاون الخليجي من أجل حل الأزمة في اليمن انطلاقا من حرصهم على أمن واستقرار اليمن ووحدته». وكان مسؤول يمني معارض قال أول أمس الخميس إن وزراء مجلس التعاون الخليجي سيعقدون جلسة طارئة خلال الأيام القادمة لبحث أزمة اليمن بعد انهيار اتفاق توسطت فيه بلدانهم لانتقال السلطة باليمن رغم التعديلات التي أدخلت عليه. بدوره، قال محمد باسندوة، الذي تواترت أنباء عن احتمال توليه منصب رئيس الوزراء في حكومة مؤقتة إن مجلس التعاون الخليجي أبلغ المعارضة اليمنية بعقد اجتماع لوزراء خارجيته سيكرس لبحث المبادرة الخاصة باليمن. وكان احد قادة المعارضة اليمنية اتهم الرئيس علي عبد الله صالح أول أمس الخميس بإفشال المبادرة الخليجية لإخراج البلاد من أزمتها المستعصية، مشيرا إلى أن صالح «مستعد لكل شيء للبقاء في السلطة». وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي والرئيس الدوري للقاء المشترك المعارض ياسين احمد نعمان لوكالة الأنباء الفرنسية أن «النظام افشل المبادة برفضه توقيعها رغم أنها كانت تستجيب لجزء كبير من مطالبه». وأضاف نعمان أن رفض التوقيع على الخطة الخليجية «يضع النظام بمواجهة الشعب الذي سيواصل انتفاضاته السلمية وسيصعدها». وتابع ردا على سؤال «لن يكون هناك رد فعل حتى لو استخدم النظام السلاح». وختم نعمان «نحن مصممون على الاستمرار في العملية السياسية، لكن يبدو أن النظام مصر على خيارات أخرى، أي رفض الخيار السلمي، كما انه مستعد لكل شيء لكي يبقى في السلطة». في غضون ذلك، قال مسؤول في اللقاء المشترك وشركاؤه طالبا عدم ذكر اسمه أن صالح فرض شروطا تعجيزية قبل التوقيع على المبادرة التي تنص على رحيله. ولم تصدر أي مؤشرات حول رغبة الرئيس بالتنحي داعيا أنصاره إلى حشد صفوفهم كما يحصل كل يوم جمعة في صنعاء. ووجه صالح دعوة إلى الصحافيين لحضور عرض عسكري الأحد المقبل بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية، لكن «شباب الثورة» أكدوا أنهم يحضرون لإقامة «حفل كرنفالي» في المناسبة. وقال وليد العماري مسؤول اللجنة الإعلامية «نجهز حفلا كرنفاليا مهنيا للعرض الأحد المقبل بمناسبة عيد الوحدة في شارع الستين في صنعاء بمشاركة كل الفئات اليمنية وكل يرتدي زيه الخاص». وأضاف أن الشعار سيكون «لا مبادرة لا حوار والرحيل أخر قرار». وتسيطر قوات اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية التي تضم صنعاء والذي أعلن انشقاقه عن النظام والتحاقه بالمعارضة، على شمال صنعاء وغربها في حين تسيطر القوات الموالية للرئيس على الإنحاء الأخرى. إلى ذلك، سارت تظاهرة ضمت الآلاف في تعز ثاني مدن البلاد والمعقل الرئيسي للمعارضة. من جهتها، قالت توكل كرمان الناشطة في شباب الثورة أن «المبادرة الخليجية لا تعنينا ونصر على المضي في ثورتنا إلى النهاية حتى خلع صالح». وأضافت «لقد بدانا التحرك باتجاه الدوائر الحكومية والقصر الرئاسي منذ الأربعاء الماضي وسنواصل ذلك». ودعت إلى «تجمع الملايين في الساحات وسنواصل الاحتجاجات رغم إدراكنا بأننا قد نواجه القتل لكننا لسنا خائفين». واعتبرت كرمان أن «المعارضة خسرت الكثير من أنصارها بعد أن وافقت على المبادرة الخليجية». وقد غادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني مساء الأربعاء صنعاء من دون التوصل إلى التوقيع على خطة الخروج من الأزمة التي اقترحها على طرفي النزاع. ووضعت دول الخليج القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم لصالح نائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. وحض قادة دول مجلس التعاون الخليجي اثر انتهاء قمتهم التشاورية في الرياض «الأطراف اليمنية ذات العلاقة على التوقيع على الاتفاق وفقا للبنود التي احتواها باعتباره السبيل الممكن والأفضل للخروج من الأزمة، وتجنيب اليمن المزيد من التدهور الأمني والانقسام السياسي». ودعت المعارضة في وقت سابق دول الخليج إلى ممارسة ضغوط على صالح لكي يقبل المبادرة. وبحسب حصيلة وضعتها فرانس برس استنادا إلى مصادر طبية وأمنية، قتل 180 شخصا منذ نهاية يناير في قمع المتظاهرين المطالبين برحيل صالح الذي وصل إلى سدة الحكم قبل 33 عاما.