على المبدع خلخلة المسلمات وهز البداهة وإبداع اللغة قالت جريدة «السفير» اللبنانية مؤخرا، إن القاصة المغربية لطيفة باقا «توجد في الصف الأمامي للكاتبات العربيات اللواتي استطعن أن يكتبن بلغة جديدة رشيقة صافية ومخففة من العواطف ومن إفراطات الأنوثة». وأضافت الجريدة، في حوار مع الكاتبة أجراه عبد الرحيم الخصار، إن «نصوصها تحتفي بالوجود الإنساني وإكراهات هذا الوجود، كما تمتح بالأساس مما هو ذاتي، نصوصها السردية مبنية بوعي عال وبمزاج كاتبة تعرف ما تريد». وأكدت لطيفة باقا إنها جاءت للكتابة «كنتيجة طبيعية لتضافر عدد من الشروط المفهومة والغامضة معا، منها تلك المرتبطة بالمعرفة ومنها تلك المرتبطة بالثقافة الشفوية». وأوضحت أنها جاءت للكتابة من دراسة السوسيولوجيا ولكن أيضا و»بقوة الأشياء من الرأسمال الثقافي المغربي ومن حكايات أمي العجائبية، من حكيها الممتع وسط الظلام ونحن صغار في الليل قبل أن نخلد للنوم». ورأت أن «الكتابة هي تلك اللحظة التي يعانق فيها العالم الخارجي عالمي الداخلي. يمر الإبداع عموما بمرحلة (خروج) إلى العالم تتحقق فيها عملية شحن قبل أن يعود المبدع إلى ذاته.. لينصت إليها». وأضافت لطيفة باقا أن «العالم ما زال قبيحا ومساحات الجمال تضيق يوما بعد يوم لهذا سأظل أكتب عالمي الآخر وأؤثثه بتفاصيل تجعله ممكنا». واعتبرت أن «الكاتب ليست له وظيفة التغيير لأنّه بكل بساطة شخص حر يسمح لنفسه باقتراف كل الخطايا، بل قد يكون أنانيا ومغرورا أو ربما متواضعا أكثر من اللازم، يمكن أن يكون لا أخلاقيا أحيانا ومضادا للمجتمع حتى». والكاتب في اعتقادها «كائن استثنائي والبشرية في حاجة إليه وإلى رؤيته للعالم وإلى جنونه واختلافه»، مشيرة إلى أن «هناك الكثير من «الأسوياء» الذين سيسهرون على استتباب الأمن في العالم أما المبدع فعليه خلخلة المسلمات وهز البداهة وإبداع اللغة..». وصدرت لباقا، الحاصلة على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب سنة 1992، مجموعتان قصصيتان: «ما الذي نفعله؟» و»منذ تلك الحياة».